الاثنين، 20 يوليو 2009

ديوان : "ثورة على الصّمت" - ريتا عودة-1994


ديوان: ثورة على الصّمت
ومضات شعريّة
اصدار دائرة الثقافة العربيّة
في وزارة المعارف في الناصرة
1994




- مدخل -
أنا
لا أكتب
كي أقاتل
نيرون

أنا
أكتب كي:
أكون



-1-
-الحقيقة-

أنا
لا أعارضُ كوني
أنثـــى
إنــَّما أعترضُ
على موقفِكم منــِّي
لكوني أنثى ...!



-2-
-ناديت-

ناديتُ .. ناديتُ
لعلّكَ ترحم حُزني وآلامي
لعلّكَ تُدركُ أنّي
وحدي قادرةٌ على
منحِكَ كلّ الدفء كلّ الحنان
ناديتُ .. ناديتُ
لعلّكَ يوما تتوقفُ عن
مُطاردة فراشاتِ الحقل
لعلّكَ يوما تكُفّ عن الرّكض
فوقَ الطرق
لعلّكَ تُدركُ وحدَكَ أنّكَ
لا تزالُ وسوفَ تظلّ
في بحث مُتواصل عنّي
.. ناديت

لم تسمعني إلا الرّيح
لم يَسْكُنّي إلا المطر



-3-
- لقاء يتجدد-

نلتقي صُدفة
تتفجّرُ براكينُ شوقي
تُشرقُ شمسي
يُشرقُ قمري
تُسافرُ مراكبُ فَرَحي
تُسافِرُ قطاراتُ عطري
.. أتمنى لو
أخبِرُكَ .. أن
لا رجُلَ على الأرض سواك
!... أتمنى

تقولُ وداعا
!.. وتترُكنِي رمادا



-4-
-الحقيقة والظل-
"الظل"

في القلب فراشة
صغيرة صغيرة
منسيّة
بينَ دفاتر صمتي
تُرفرفُ تُرفرفُ
داخلَ جُدران قلبي
لتنفض عنه وعنّي
غُبارَ العُزلة
تتنقلُ باصرار
بينَ مدن مللي
لتُشعِلَ فيها
كبرياء الثقة بالنفس
تتمردّ تتمردّ
على صمتي
تثيرُ إرادتي
تُضيءُ شمسَ ايجابيتي
تزرعُ اشجارَ وُجودي


"الحقيقة"

أحاولُ رويدا رويدا
فتحَ أبواب قلبي
أحطّمُ شيئا فشيئا
قضبانَ العُزلة
وأخرُجُ عن حُزني
بحثا عن
حزن الإنسان الآخر
أخرجُ عن صمتي
وأنا أعلن بكبرياء
ملء صوتي
عن ميلادي أنا
ك:
"كيان"



-5-
-من أنا-

لستُ وجودية
ولا مثالية
في ثورتي التي تسمونها:
أنثويّة

أنا أحاول أن أثير
ولو للحظة
هدوء المرأة الصامت
صمتَ المرأةِ القاتل
جبالُ رضوخها
شمسُ قناعتها
بنصيبها ..!
أنا أومن
بحتمية تغيير موقف الإنسانية
من المرأة
وحتمية تغيير موقف المرأة
من قضيتها
أنا أومن
أنّ الصمت قاتل
وأنّ التغيير
يبدأ بمحاولة
والمحاولة تتركُ أثرا
يتكاثر
يتكاثر
يتكاثر
حتّى يتفجَّر
ويفجِّر
كلَّ قيود
الواقع







-6-
-علاقة أكاديميّة-

ألا تعتقدُ
صديقي
أنَّ علاقتــَنا
ما زالتْ
أكاديميَّة
حتى مُنتهى
المللْ
قلقة
حتّى منتهى
الأمل..؟
متكاثفة
ممّا يستدعي
انفجارَ بُركان ِ
الغزلْ..!؟



-7-
- صليب الصّمت-

علّقوني على صليب
منذ ان وُلِدتُ
وقالوا: أنثى
ثبّتوا يديّ بالمسامير
على خشبة الزمن
ثبّتوا رجليّ بالمسامير
على خشبة الغَبَن
وقالوا:
"أنثى .. أنثى !"
غسلوا أفكاري بالنار
رويدا رويدا
زرعوا حقول إرادتي
شجرة
تظلّ تتآكل تتآكل
رويدا رويدا
علّموني
كلّ أبجديّة الحَزَن
ألبسوني
كلّ أقنعة الصّمت
وقالوا:
"آه أنثى ..
مجرّد أنثى !"


* يتم تدريس هذه القصيدة لطلاب لغة عربية خمس وحدات
في المدارس الثانوية ، كنص اجباري.



-8-
- ثورة على الصمت-

منذ الآن.. أصبحَ حزنكِ
حزني
أصبحَ صمتــُكِ.. صمتي
منذ الآن .. آمُرُكِ
أن احملي سريركِ
وامشي



-9-
- ثورة على الصمت-2

أتنازلُ
مؤقتــًا
عن أساوري، خواتمي
والأقراط
أتحدّى
مشنقة الكبتِ
وأمشي
لأبشِّرَ بالفرح
فطوبى
للنساء المتمردات
على الصمت
لأنه
ليس بالخبز وحده
يحيا الإنسان



-10-
- طفلة تتساءل

لماذا:
تشترونَ لي ثوبًا زهريــًّا
أريده ولو مرّة
أزرق أخضر أو أصفر..!
لماذا:
تُهدوني دومــًا دُميــة..!؟
أريد أن يكون لي ولو مرّة
طائرة
سيّارة أو مدفع
لماذا ترددون في كلّ مناسبة:
لو أنـّها جاءت ذكرًا!!
لماذا ترفضونَ دمجي
ترفضون تنمية َ أجنحتي
لماذا تسرقون منـّي الطفولة
وتفرضون عليّ الأمومة
المبكرّة
كلّ يوم
مع أمّي
في البيت ِ
ترى: ماذا يكون لو أنّي
حاولتُ بعد سنوات أن أكون
أديبة أو عالِمَة أو مديرة
أتلغونَ هويتي
على مرّ الزمن..؟
أتصطادونَ إرادتي..؟
أمِنَ الأفضل
إعادتي
إلى قبائل وأد الأنثى
منذ اللحظة..!!!



-11-
- تكريس دونيّة المرأة في بعض الأمثال-

من قال:
إنَّ المرأة
هي العمل الوحيد
غير الكامل
الذي تركه الله للرجل ليكمله،
مَن قال..!؟

مَنْ قالَ:
إنَّ السرَّ
في قلبِ المرأة
كالسمّ
إن لم يخرج منها
قتلها
مَن قال..!؟

مَنْ قالَ:
إنَّ المرأة كالنحلة
لا يمكن أن تتمتّع بعسلها
دونَ لسْعِها
مَن قال..!؟

مَنْ قالَ:
إنَّ المرأة كالزهرة
لا يفوحُ عطرها
إلا في الظلّ
مَن قال..!؟

مَنْ يقولُ الآن:
إنَّ المرأة حضارة
المرأة كيان
والمرأة أصلُ كلّ بداية

مَنْ يقولُ الآن:
إنَّ المرأة تناديكم
لتعمِّدكم
بشئ من
الشفقة..!!



-12-
-بطاقة هويّة-

قد أكون
انطوائية
مزاجيّة
هوائيّة
قد تلبسني
ثيابُ الحزن
قد تشلّني
لحظةُ ضعفٍ
لكن
ألا تتساءلون
عن مصدر الألم
أم أنّ القاتل
لا يُشفق
ولو مرّة
على المقتول
بين يديه
ألف مرّة..!



-13-
- وجع التجربة-

أعلِنُ الآنَ
انتصاري
على قبائل بقايا
الجَُرْح
اعلِنُ تمرّدي
على فوضى الذاكرة
وأفرضُ
حضوري ككيان
على كلّ احتمالات
قوس قُزَح
وأرفضُ
أن أكون أنا
ورقة
فقدت انتماءها
لحضن الفَرَح
فأنا امرأة
أجهضها
وجع التجربة
لكن عاد وأنجبها
من رحم
البَوْح



-14-
- البحث عن الذات-

أشعر أنـّي
بحاجة لشئ
مرّ الإجهاضَ
تلوَ الإجهاض
فقد قـُذِفَ
ثمّ أعيدَ
ثمّ قذفَ بعيدًا
ثمّ أعيدَ
ما أحتاجُ إليهِ الآن
ما هو إلا العودة
إلى رحم
الذاتِ



-15-
- إنسان عاديّ-

تحتلُ هدوئي
تُسيِّرُني
تأسرُني
تُصْدرُ أوامرَكَ
بفكِّ ضفائِر
شعري
تُصادرُ أساوري
والأقراطَ
تمحو الكحلَ
عن عينيَّ
تبعثُ بعاصفة ٍ
في كهوفِ
حياتي
تجتاحُ إرادتي
وكلعنةٍ من نار
تطلبُ أنْ أعترفَ
بكَ
ككاهِن ِ أحلامي

أتشبَّثُ ببقايا
وجودي
لأوحيَ لكَ
أنــَّكَ
لستَ إلاّ إنسانا
عاديا



-16-
-عكس التيّار-

أقطفُ
زهورَ عاطفتي
وأخفيها
في صناديق
اللامبالاة
أ ُخفي عنكَ
سرَّ تسارع
دورتي الدمويّة
حينَ تلمسُ
أطرافُ أناملي
أناملَكَ
أختبئ داخل حِصن
"لستُ لَكَ"
لأنّي
أخشى علينا
السير
عكس التيّار



-17-
- لحظة..!-

لحظة،
أمرُّ بكَ
تمُرُّ بي
يروحُ الظلُّ
لكن
يبقى في كلّ زوايا القلبِ
أثرْ..!
لحظة،
أتأكدُ خلالها
أنّكَ
للغجريةِ خلخالها
وأنّ حنيني إليكَ
كحنين ِ القطار
لمحطات السفرْ
كشوقِ الطفل ِ
لتسلـُّق ِ
أعالي الشجَرْ
لحظة،
تمرُّ بي
فتفكَّ أسرَ
القلق
لحظة،
تمرُّ بي
فتعيد لي بطاقات
الأرق




-18-
- رَجُلٌ يعترف-

أريدُكِ أنتِ
أنْ تكوني
الأنثى
الــ.. تجعلُني
أستسلمُ لجنون ِالمَرْأةِ
فيكِ
أعشقُ حضورَكِ
كما أعشقُ غيابَكِ
أسلـِّمُ أمواجَكِ
أسراري
أعترفُ
بقوتي
كما أعترفُ
بضعفي



-19-
-أشجارُ العيد-

حثثتني
ألاّ أخشى الرّيحَ
ما دمتُ معكَ
زلزلت َ الفجوةَ
بينَ
الوهمِّ والهَمِّ
فنمتْ في رأسي
أشجارُ العيدِ



-20-
- طقوس-

أقسِمْ الآنَ
أنْ تتوبَ عنْ
كلِّ أنثى
إلايَ
واسمَحْ لي أنْ
أعَمـِّدَكَ الآنَ
بحبــِّي
وأنْ أنفِضَ عنكَ
خطاياكَ
معَ كلِّ مَنْ
احتلــَّتْ
حنانــَكَ
الربيعيِّ
قــَبْلي..!



-21-
- انعتاق-

هكذا:
هاجـِرْ
خلفَ حدود ِ المكانِ
والثواني
خارجَ خيوطِ الملل
وتعالَ لاجئــًا
إلى ألواني
ارحَلْ
خارجَ مدينة
الفشلْ
وتعالَ
لأعيدَ لكَ
طموحَ النسور
وعبقَ الزهور
تعالَ
لتكونَ أنتَ الفوضى
صُدَاعَ الدقائق ِ والثواني
فأنتَ،
أنتَ عُنوانــي


-22-
- حُبّ طفوليّ-


كلّما أحببتُكَ..
أحبَّني أكثرْ
كلّما دلـَّلـْتـُكَ ..
دلـِّلـْنـِي أكثرْ
كلمّا أهديتُكَ القمرَ ..
اهدنِي النجومَ والشواطِئَ
الحُقولَ والمَطرْ
وحينَ أوَّدعُكَ
إتبَعني
كورقةِ شجرْ
كقوسٍ قـُزحِيٍّ
كطفلة غجريّة
مَنْسِيَّة
في محطاتِ السَفـَرْ



-23-
-أنا و..أنتَ-

أنا و..أنتَ
نكتبُ التاريخَ
بأبجديةٍ
حروفـُها شمسٌ
فواصِلُها
قمرْ
نختصرُ المسافاتِ
الطويلة .. الطويلة
نصنعُ زمنـًا آخـَرَ
نصنعُ دُنيا
أجملُ ما فيها:
أنتَ وأنا



-24-
- دعني الآن..!-

دعني الانَ
مِن أخبار الصحف
من نشراتِ الأخبار
وأحوال الطقس
العاصف
دعني
من كلّ ما يُمكن
أن يُقالَ عنّكَ وعنّي
دعني الآنَ..!
دعني أستقبـِلُ:

هذا البرقُ
في عينيك
هذا الرعدُ
على شفتَيْكْ



-25-
- نساؤُهُ-1

تطلُبُكَ
بوقاحة منّي
تقولُ أنّكَ أنتَ
نهرُها وسماها،

أنا شمسُكَ
والقمر
أنا
البدايةُ
والنهاية

فلمَ لا تطردُ عنكَ
كلّ الفراشاتِ التي
اعتقدتَ يومًا
أنّها هي
الحكاية..!؟



-26-
- نساؤُهُ-2

ساذجة ٌ هيَ
وأنتَ منافِق

تقذفها في الموج ِالعاصفِ
وتهرولُ
تقتفي أثرَ فراشة ٍعابرة

تتركُها تلهثُ
فوقَ مسافاتِ الحيرة
وتدّعي أنــّكَ صادق

ساذجة ٌ هيَ
..وأنتَ
أنتَ منافِق



-27-
- نساؤُهُ-3

لماذا
كطفلٍ يجرُّ خلفهُ عَرَبَة
تجرُّ خلفكَ إمرأة
تأمُرُها
أن تجلس
ألا تبتسم
ألا تتكلم
تبتاع لها الخواتم
والأحمرَ والأخضر
ثمَّ، تقذفُ صورتها
في ظلام ِ الليل ِ
وإلى أخرى
ترحل..

لا، لن أغارَ
كما أنّي
لن أشتعِلَ نارًا
فأنا أعلنتُ
ثورتي
على قيودي
وعلى
صمتي..!



-28-
-امتلاك-


أريدُ أن
أقتحمَ أحلامَكَ
أن
أتركَ عطري
يكتسح خلايا
غيابــِكَ
أريدُكَ أن
تشتاقَ للموج ِ والشاطئ
للأفق ِ كما للسماء
أريدُكَ
أن تعودَ
وتستسلم
لنوباتِ
جنوني
لحناني..!



-29-
-ثورة-

تمرَّدْ
إصرخ.. عاتبني
حطِّم ما تبَّقى
ممَّا تبَّقى
اشتر ِ لكَ ألفَ جارية ٍ
قاوم مواعيدي
قاوم أيامي
لا تهدَأ
فأنت بعدَ أيام
ستعودُ لحظيرةِ أحلامي
فما أنتَ إلاّ طفل
تنتابُهُ نوبةُ غضب ٍ
ينتابُهُ الشوقُ إلى
(ثورة!)



-30-
- بعيدًا عنك-


تـُشتِتــُني
حروفُ العطفِ اللغويّة
تــُلغيني
أشهر السنةِ القمريّة
تطعنـُني فساتيني
بألفٍ وألفِ خنجرْ
يطغى الصّمتُ على
عطري وكحلي
وكلَّ أوراقي
لا تفهمُني إلا
علاماتُ التعجُّبِ
والاستفهام ٍ
وأنتَ بعيدٌ
بعيــــــــــدٌ
كالطيور ِ مـُهـَاجــِرْ



-31-
- إنسانيةُ الجدران -


أعلِّقُ حزني
على جدران ِ الصّمتِ
فتقرأهُ الجدرانُ
وتبكي...
أبكي
فتناولني بعضَ المناديلِ
وتــُربــِّتُ
على تعبي
ولا يرى أحدٌ
ولا يسمع أحدٌ
ولا يعرف أحدُ



-32-
-إزدواجيَّة-

تشربُني
قهوةُ الصّباح ِ
تقرأني الجريدة
تلبسُني
أقراطي والأسوارْ
تكتــُبُني أشعاري
تقتلـُنِي أفكاري
وأنتَ
لا تزالُ
بعيدًا..
بعيدًا..
مـُهاجـِرْ



-33-
- لقاء-

نلتقي صُدفة
تتفجَّرُ براكينُ شوقي
تــُشرقُ شمسي
يُشرقُ قمري
تــُسافرُ مَرَاكِبُ
عطري
تئوبُ قطاراتُ فرحي
أتمنىلو..
أخبرُكض..أنْ
لا رَجُلَ في الكون ِ سواكَ
أتمَنــَّى..!!
تقولُ وداعًا
وتتركني:
..رمادًا..



-34-
-حالة-

حاولتُ ألاّ أدمِنُ
على حُبِّكَ
حاولتُ أن أدرك
أنَّ صوتــَكَ
عاديٌّ
وأنَّ الرعدَ والبرقَ
في عينيكَ
أمرٌ عاديٌّ
حاولتُ أنْ ألوِّنَ أوقاتي
بكتابةِ أشعاري
حاولتُ ولكن..
قد أدمنَ
إدماني



-35-
-انتظار-

لماذا
كلّ هذا الإنتظار
هذا التشتـُتّ
لماذا يا "أنا"
كلّ هذا التمَزُّقْ
هذا العذاب الطويل
الطويــــــــــل
لرجل ٍ
تركَ مشاعرهُ
تتثاءبُ
داخلَ قالبِ:
.
.
ثلج..!؟



-36-
-ثورة على الصّمت-1

لا..!
لستُ دُمية
كسائِر ِ
نسائِكَ

إرحَلْ
أفضِّلُ أن ترحلَ
وتتركَ
لي تابوتَ الألم

إرحلْ
فأنا أنثى
أحبّــتْ
وأنتَ كبعض ِالرجال ِ
اعتدتَ على
ْلغةِ الأرقامِ
وعطر ِِِالأجسامْ



-37-
-ثورة على الصّمت-2

أرفضُ
أن أكونَ أنا
ورقة
يلفُّها النِفاقْ
أرفضُ مواعيدَكَ
المهزوزة
وعودتكَ إليَّ
كموجة ٍ مكسورة
أرفضُ كلَّ ادّعاءاتِكَ
كلَّ كلماتِكَ
فلتعلم أيّها الرجلُ
أنـــّي
لستُ ككلّ جارياتِكَ
فأنـــَا شمسٌ
وأنـــــا
النــَمِــرَة



-38-
-رسالة-

تريدني
ورقة َ بيضاءَ
تكتبُ عليها
ما تشاءُ
متى تشاءُ
بقدر ما تشاءُ
وتمحو عنها
كلَّ ما كتبتَ
حسب ما تشاءُ..!
تريدُني ببغاء
تردِّدُ الكلامَ
الذي تقولُ
متى تشاء
تريدني إناءٌ
تستعملُهُ متى تشاء
كيفما تشاء
وتقصيهِ عنكَ
حينما تشاء
تريدني شهرزاد
بلا كبرياء
تريدني
امرأة
محرّمٌ عليها..السلام
محرّمٌ عليها..الكلام
ممنوعة من كلّ العواطف
محرومة من كلّ العواصف

قلْ لي
يا مَنْ توَّجْتَ نفسُكَ
سيدي
كيفَ أكونُ ولا أكونُ
كيفَ أفرحُ
وحزني قبائِل
والمي:
مُدُنٌ وعواصِم..!!!




-39
- أشهدُ أن لا رجلاً إلاّ أنت-
( رسالة للشاعر نزار قبّاني ردًا على قصيدة أشهدُ أن لا امرأة ً إلاّ أنتِ)

أشهدُ أن لا رجلاً
يُشبهُني
في عشقِهِ
في عصفِهِ
في صمتِهِ
إلاّ أنتَ

أشهدُ أن لا رجلاً
يُمكنُهُ تحريري
مِن جميع ِ أقراطي
ثمَّ،استعمار
مملكتي وجميعِ ممتلكاتي
إلاّ أنتَ

أشهدُ أن لا رجلاً
يُتقِنُ جميعَ لـُغاتِي
يبرعُ في احتضان ِ آهاتي
إلاّ أنتَ

و: ..أنا أنتَ..
انتَ نجمة استثنائية
وأنا طفلة غجرية
أنتَ مطري
وقد أدمنتُ
شُربَ المطر ِ

فكيفَ أقهرُ
قبائلَ حزنك
وحزني..
وأينَ أواري جثةَ
صمتــِكَ
وصمتي..!؟



-40-
-محاولة-


تدعوني
لشربِ القهوةِ معكَ
صباحَا
تدعوني لمعركةٍ
أنتَ فيها الخاسِرْ
تدعوني
ولا تدركُ أنّي بحرٌ
تتدفقُ
أمواجهُ الهائجة
في اتجاهِ صخوركَ

آهٍ سيدي،
أأدعوكَ أنا
لحفلة ِ
تقشير المشاعرْ
أم أنـَّكَ
صِرْتُ تفضِّلُ
عدمَ خوض ِ
التجربة..!؟


-41-
علاقة متبادلة

حينَ تتقبَّلُ وجودي
كما أنا
تلتقي كلُّ الخطوطِ المتوازية
على خارطةِ
العلاقة
تصيرُ فرحتي بوجودكَ
استـِخــَارَة
تصيرُ فرحتــُكَ بوجودي
بـِشــَارَة






----------


سيرة ذاتية


ريتا عودة
شاعرة وقاصّة ومترجمة
من مواليد النـّاصرة
29-9-1960

* حاصلة على شهادة اللقب الأول في اللغة الانجليزية والأدب المقارن.
* تقوم بتدريس اللغة الانجليزية في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة.
* حصلت على المرتبة الأولى في مسابقة لكتابة قصيدة الهايكو على مستوى العالم.
* حصلت على المرتبة الأولى في مسابقة "الهيجا" على مستوى العالم.
* تملك موقعا على الشبكة الإلكترونية: http://ritaodeh.blogspot.com
* تمت ترجمة نصوصها إلى العديد من اللغات عبر شبكة الإنترنيت.

صدر لها :
(الضغط على اسم الديوان ينقلك الى الديوان)



ثورة على الصّمت-1994
1994 - وزارة الثقافة والمعارف- الناصرة


*مرايا الوهم
1998- المدرسة الثانوية البلدية –الناصرة


*يوميات غجرية عاشقة
2001 – دار الحضارة – القاهرة


* ومن لا يعرف ريتا
2003- دار الحضارة – القاهرة


*قبل الإختناق بدمعة
2004 - دار الحضارة – القاهرة


*سأحاولكِ مرّة أخرى
بيت الشعر الفلسطيني - رام الله- 2008


*أنا جنونك-مجموعة قصصيّة
بيت الشعر الفلسطيني - رام الله- 2009





مجموعات الكترونيّة:

بنفسجُ الغربـــَة 2008-رواية قصيرة

طوبى للغرباء-رواية قصيرة-2007


سيمفونية العودة 2010-رواية



SIGN MY GUESTBOOK
رأيـــُكَ يـَهمـُّــنــــِي


ليست هناك تعليقات: