أُغَرِّدُ؛
فَتَحْسِدُنِي الْقُبَّرَاتُ
عَلَى
عَفَوِيَّةِ الْغِوَايَةِ
مدخل
-1-
إِلَى اللُّغَةِ
الَّتِي
كُلَّمَا حَاوَلْتُهَا
بَاغَتَتْنِي
بِاحْتِمَالاَتِهَا
-2-
عاشقة ٌ أنــَا
لا لرجُل ٍ مــَا
إنــَّمــَا
.
.
لكـُلِّ مَفــَاتـِن ِ
.. اللغة ِ ..
(1)
تعالوا إليَّ
أيـــُّها الشعراء
والأدباء
والعاطلين عن الذهول
أنا أدُ لّكم
على دربِ فضح ِ القـُبْح ِ ،
تعـْريــَة ِ الجــرح ِ،
والنــُصرة
على مـــَاردِ
.. الذبول ..
(2)
أ أَثِـــِّــــــثُ القصيدة
وأ ُ أَنـــِّثــُهــَا
من مواد أساسيّة
قد تبدو هشَّة
غير أنــّها
قادرة
على صُنــْع ِ:
.. الدهشــَّة ..
(3)
إلى ثـِمـَاري
نظرُوا
فرَأوا
أنــّها حسنة ٌ جدًا
.
.
من ثماري عرفونـِي،
فأنا شجرةٌ وَارفــَة
تأوي إليها الطيورُ
لتلتقط َ :
.. الفــُتـــَاتَ ..
وبإبتهاج ِ الخـُطاة ِ:
.
.
.. تمْضِي ..
(4)
آه...
السَّلـَّة مَـلآى
وأينـَـمَا
يـَمـَّمــْتُ وجهي أرَى
أناملَ
تـــَتـــــَرَصَّـــدُ
بـ:
.. الحَلوَى ..
(5)
أحلامُ ورقة:
" أشتهي
أن أنتهي
مُبللة ً
بالحبر ِ
.. الشهِيّ ..
(6)
بريئة ٌ أنا
من تلكَ الغيمَة
الـــ .. هَمـَتْ
مَا أنْ هَمَمــّْتُ
بــِ :
.. مُعَاقـــَرَة ِ الوَرَق ..
(7)
كمَا الرّبيـع
بكامِل ِ أناقتي
أعـُودُ،
فيفوحُ العِطْرُ
في كلِّ أرْجـَاءِ
مملكة:
.. الشِّعْر ..
(8)
قلمٌ نــَزقٌ
ودَفــْتــَرْ
على مدَى الحُلم ِ
يتبعاننــي،
فأ ُقْرضُ
ولا أقترضُ
من صعلوكٍ
.. كلمة ..
(9)
حـُرُوفٌ
تصْطادُ ما تيَسَّرَ لهَا
مِنْ دَهْشَة
في سِكــَّة ِ انـْسِكــَابِهَا
في بَوْتــَقــَةِ
.. اللغة ..
(10)
آه ٍ ..
أذوبُ هيــَامًا
بــِ حَرْف ٍ
مِنْهُ يُنْسَــجُ:
الحُبُّ،
والحنينُ،
والحـُلمُ
والحياة
(11)
إلى قارئ ٍ مُحْتمَل:
لكَ في حروفي
فاتحة ُ الإنبهار
ولي فيكَ رحيقٌ
يُجَمـِّلـُنــِي
.. ليلَ نهَار..
(12)
أنا الـ..
"حــ "
أنتَ الــ ..
" ب "
لا قيمَة َ لواحدِنــَا
إلا
باقترانِهِ بالآخــَر
(13)
انعتاق
أكتبُ :
فألمسُ النجومَ
في لحظة ميلاد ٍ
ما بينَ
موت ٍومـَـوت ٍ
آخر
(14)
الْكِتَابَةُ؛ فِعْلُ بَقَاءٍ.
والْكِتَابَةُ؛ فِعْلُ ارتقاءْ
(15)
كحبّةِ قمح،
إلى تربة الحلم أعودُ
أعوذ ُ بها
من
...جرَاد ِ العُزلة...
(16)
الورقُ عن يساري،
والأرقُ عن يميني،
فإلى أينَ
أيّها الحِبــْرُ
.. المَفرّ ..
(17)
أَنَا وَالدَّقَائِقُ وَالْحَرَائِقُ
وَأُقُحُوَانُ الْحَدَائِقْ
وَالْقَمَرُ وَالْبَحْرُ وَالْعِطْرُ وَالأَيْكْ
نَهْتِفُ:
لَبَّيْكَ يَا طَائِرَ الشِّعْرِ، لَبَّيْكْ.
(18)
- سِفْرُ الْقِيَامَةِ-
فِي الْهَزِيعِ الأَخِيرِ
مِنَ الأَرَقِ الْمُقَدَّسِ
تُبَكِّرُ حَامِلاَتُ الطِّيبِ
وَالْعَذَارَى الْخَمْسُ
فِي الْمَجِيءِ إِلَيْهَا؛
مَاءً.. نَمِيرًا.. وَمَنًّا تُقَدِّمْنَ لَهَا
تُنَاشِدْنَهَا أَنْ تَنْهَضَ كَيْ تَتَهَيَّأَ
لِطُقُوسِ الْخِصْبِ
بِزَيْتِ النُّبُوءَةِ تَمْسَحْنَهَا..
بِقَلِيلٍ مِنَ الْغُمُوضِ تُقَمِّطْنَهَا..
ثُمَّ تَخْلَعْنَ عَلَى كُلٍّ مِنْهَا
بُرْدَةً..
فَتَنْهَضُ الْمُفْرَدَاتُ مِنْ مَهْدِهَا؛
مَا تَنَافَرَ مِنْها.. يَخْتَلِفُ
وَمَا تَعَارَفَ.. يَأْتَلِفُ
كَخُيُولٍ بَرِّيَّةٍ تَأْبَى سِيرَةَ التَّرْوِيضِ
تُكِرُّ.. لاَ تَفِرُّ..
تَتَمَرَّدُ.. لاَ تَتَرَدَّدُ..
تَتَحَدَّى الْقَيْظَ..
تَتَصَدَّى..
حَوَاجِزَ اللَّظَى تَتَعَدَّى..
نَشِيدَ الأَنَاشِيدِ تُنْشِدُ:
الآنَ أَمْرٌ..
وَبَعْدَ الآنِ.. خَمْرٌ
وَكَمَا وَلَدَتْهَا اللَّحْظَةُ،
هكَذَا؛
... حُرَّةً...
فِي أَدْغَالِ لُغَةِ الإِبْدَاعِ
كَسِهَامٍ جَمَالِيَّةٍ
تَ نْ طَ لِ قُ.
(19)
قَلَمٌ نَزِقٌ يَشُقُّ حَرَائِقَهُ
عَبْرَ طُرُقٍ.. وَعِرَةٍ.
(20)
أَجْمَلُ فَجْرٍ
هُوَ ذلِكَ الَّذِي يُوقِظُكَ
عَلَى أَعْرَاضِ مَخَاضٍ
فَتَتَلَوَّى أَفْكَارُكْ
وَتَتَتَالَى آهَاتُكْ
إِلَى أَنْ تَلِِدَ.. "قَصِيدَة".
(21)
حِينَ تَبْدَأُ الْقَصِيدَةُ بِالسَّيْرِ فَوْقَ الْمَاءِ
تَشْرَعُ النَّوَارِسُ بِالرَّفْرَفَةِ مِنْ حَوْلِهَا.
(22)
فِي الشِّعْرِ..
مَا خَفِيَ كَانَ أَعْذَبْ
(23)
أنتَ القصيدة
الــ..
تـُحـَرِّضُنِي على
..التأمُل ..
(24)
أَنَا أَحْلُمُ..
إِذًا، أَنَا أَحْيَا
وَمَا دُمْتُ أَحْيَا..
إِذًا، أَنَا بِحِبْرٍ
ومَا دُمْتُ بِحِبْرٍ
إِذًا..
أَنَا عَلَى قيْدِ حُبٍّ.
(25)
إلهام:
ذهبتُ للبحر
لم أجد حورية ً
ذهبتُ للحقل
لم أجد قمحا
ذهبتُ إلى القصيدة
وجدتكَ أنتَ :
( بحرًا وحقلا )
(26)
الْحُبُّ.. يَصْنَعُ الْحِبْرَ.
(27)
تمازجـَتْ
مياهُ النهر بالبحر..
اكتملتْ
لوحة ُ الهذيان ِ
السرياليّ
(28)
حبيبي:
بمتعةِ الإبداع ِ
قرأتك
وحملتُ مِنْكَ
.. نثرًا..
وشِعْرَا
(29)
الْعَاشِقُ الْغَبِيُّ
يَظُنُّ أَنِّي أَتَأَلَّمُ
وَأَنَا أَضَعُهُ فِي التَّنُّورِ
أُضَاعِفُ الْحَرَارَةَ تَارَةً
وَأُخَفِّفُهَا أُخْرَى
لِكَيْ أَكْتُبَ عَنْ..
حَالاَتِهِ الْعِشْقِيَّةِ.
(30)
هَا أَنْتَ..
تُقَدِّمُ قَصَائِدِي قَرَابِينَ
لِلْفَوْضَى
هَا أَنَا..
أُهَدِّدُ بِلَعْنَةِ الْفَقْدِ الَّتِي
سَتُطَارِدُ أَبْجَدِيَّتَكَ
حَرْفًا حَرْفًا
إِلَى أَنْ تُفْقِدَهَا
قُدْرَتَهَا عَلَى..
الدَّهْشَةِ.
(31)
أخــَافُ
لو طال غيابُكَ
أن يتوقفَ البنفسجُ
عن النـموّ داخلي
فتهاجر حروفي
نقاطي والفواصلْ
(32)
أصْعَبُ الَقصَائِد
تلْكَ الّتي تُداهمُِكَ
... أثْنــَاَء الـــ
فَتَحْتــَار
أيُهُمَا َتخْتـــَار
(33)
مَا أَنْ فَرَغْتُ مِنْ حَبْكِهِ
حَتَّى تَمَرَّدَ النَّصُّ
عَلَى
... كُلِّ الأُطُرِ...
(34)
الأَدَبُ الْكَبِيرُ
لاَ يَصْنَعُهُ إِلاَّ
... صُعْلُوكٌ صَغِيرٌ...
(35)
كــَفاكَ عويلا
على حلم ٍمٍَســْكـُوب
كـَفـْكـفْ دَمعـَكَ
واكتـُبنـي:
الحبـرُ أبقـَى
مِن الحُـــبّ
(36)
بَيْنَ الْفِكْرَةِ وَالْوَرَقَةِ
حَبْلٌ سِرِّيٌّ
لاَ أَتَخَلَّصُ مِنْهُ إِلاَّ حِينَ
أَتَأَكَّدُ مِنْ سَلاَمَةِ.. الْمَوْلُودِ.
(37)
أَنَا ابْنَةٌ شَرْعِيَّةٌ لِلْعَاصِفَةِ
وَعَدْتُ..
مُنْذُ نُعُومَةِ حِبْرِي
أَنْ أَهْزِمَ جَنَادِبَ الرَّيَاءْ
وَكَانَ الْوَعْدُ.. وَعْدًا صَادِقًا.
(38)
دومـًا سأكتبُ
ما تشتهي الرّيحُ
لا ما تشتهي
.
.
السفنُ
(39)
إقرار:
سَأَمْضِـــــي
لأ ُنـْطِـــقَ َالصَّـــمْتَ
وأمضــــِي..
لأفضـــحَ القـُبْــــحَ .
-مخرج -
يومَ أكفُّ عن الحُلم
سيكفُّ الفرحُ
عن ِ النبض ِ
في عُروق ِ البَشَرْ
ويَسُودُ الشَرّْ
***
SIGN MY GUESTBOOK
رأيـــُكَ يـَهمـُّــنــــِي
فَارسٌ بـِلا جَوَاد
آهٍ محمود..
أنا ريتــا،
ومـَنْ لا يعرفُ
ريتــــــاك ..!!!
أنــَا ريتـــا
الــ .. دوَّختِ
العُظماءَ والنـُبلاءَ
أمريكـــَا ولوركـــَا
أنــَا الكلمةُ
الماضِية ُفي عُرْس ِالخـَيــَالْ
المـُعَمــَّدَة ُ
بمليون ِسؤال ٍوسُؤالْ
الغجريّة
المـُتسَرْبلـَة بالخلاخيل ِ
والغـَزَل ِِوالدلالْ
السنونوّة ُ
العاشِقة ُ للأفق ِ
المـُحــَال
أنــَا
بينَ الإنــــَاثِ
أنثـــَى الغــَزالْ
أنــَا
على فم المساكين ِ بالرُّوح ِ
مـَوَّالْ
أنــَا العـَاصِفة ُ
الــ ..دَمــَّرَتِ
عُروشَ التــَّنانيــِنْ
أنــَا أحلامُ العابرين
أنــا الإرادة
الــ .. أبحرَتْ
باتجاهِ
عُقدَة ِالذنـْب ِ
الغــَائـِرَة
أنا القاهـِرَة ُ
للأنيـــَاب ِالبارزَة
والطواحين ِالغادرَة
والديناصوراتِ الحربـِيــّةِ
المُغادرَة
أنا الحــَقُّ
إذا مــَا الميزانُ
مـَالْ
لـِي ظِلالٌ
بَيدَ أنّها موجوعة ٌ
على خريـطة الصـُقـُور
هذي الظـِلال
انــَا
في كـُتــُب ِالأنبيــَاءِ
والشعراءِ والأدَبــاءِ
عرُوسُ النـضـَالْ
أنــَا
الحلمُ الأكبرُ
المُـلــْـقــَى
على كفــَّةِ المَوازيــْن
وأنــَا
الأخضرُ المُـمـْـتــَدُّ
عبـْرَ قـَحـْطِ المـَعـَايير
وأنا صرخة ُ آخر ِالليل ِ:
" الجرحُ ثخيــِنٌْ مـُهـِيـِنْ
بيدَ أنّ الفـَجـْرَ:
مـُبـِيـنٌ مـُبـيـنْ "
آهٍ محمود..
أفلا يعشق ُبـُرتقالي
وزعتري البـَـرِّيِّ
والصُّبــَّارْ:
ِوالنعنــَاعَ
والجـُلـَّنـَارَ
والأشجارَ
والبـِحـَارْ
.
.
.
درويشٌ كـَ أنـــَتَ
!!...!!
9 أغسطس 2009
قــبــل الاختِنــاق بدمعــة
.. أمواج دمعـيـــّة ..
ريتــاعـودة
النّاصرة
إهــــداء
إليــكَ
لو كنتَ
العين
أكون لكَ
الدّمعة
ر.ع
الكتاب: قبل الاختناق بدمعة
الكاتب: ريتا عودة
الناشر : مركز الحضارة العربية
الطبعة العربية الأولى: القاهرة 2006
رقم الايداع: 2005/21068
الترقيم الدولي: I.S.B.N977-291-701-7
الغلاف
لوحة الغلاف للفنانة: حنان يوسف، عيلبون
تصميم وجرافيك: ناهد عبد الفتاح
الجمع والصف الالكتروني:
وحدة الكمبيوتر بالمركز
تنفيذ: ايمان محمد
الدّمعة الأولى
انعتاق
أكتبُ :
فألمسُ النجومَ
في لحظة ميلاد ٍ
ما بينَ
موت ٍومـَـوت ٍ
آخر
~
عبوديّة
هل تُدركُ الطـّيـُور
وهيَ تـُحـَلـِّقُ
فاردة ً أجنحتها
تتحدى الرّيــح
أنّ رصاصة ً مـَا
قد تنطلقُ
لتقتنـصَ
أحلامها ؟!
~
الطائر الذّي لا يأتـــي
الطائرٌ الذ ّي لا يأتـــي
إلا في حلم
يحملُ لي تفاحة ً
وبعضَ قمح ِ الشّوق ِ
يبعثر شظايا
تلك المرآةِ التي تحسدُني
على قوس ِ فـَرح ٍ
يصبغُ به قفصَ الألمْ
ومع أول خيوط ِالفجر
يتقهقرُ
عبرَ تلك النافذة ِ
الوحيدة
إلى منفــَى أبيض
ولا يبقى من كلّ ليلة
إلا ّ نصف حلم ٍ هنا ,
نصفـه الآخر هناك .
~
الحلم المنتظر
على رُقعة الحلم الأخير
نُولدُ
كما عقربا ساعة
يـُطلّ واحدنُا على ظلّ الآخر
يدورُ , يلهثُ , ويحلمُ
بلحظةِ لقاءٍ
ولو بَدَتْ مستحيلة
~
صمــت
لـَِنَـَصْمُتَ قليلا
لنـُُنـْصتَ طويلا
هاهـُي :
إنََّّّ
وأنّ
وليتَ
ولعلّ
تهرولُ إلينـــا
ونحن
وحيدان
وحيدان
~
يحـِــقّ لي كلّ ما يحِــقّ لكم..!
(1)
يحـِــقّ لي
أنْ أوقــِدَ القصيدة
بقليل ٍ منَ الحـُبّ
وكثير ٍ منَ الحـُلم
فأبجديتــي
قابلة ٌ دوما
للألقْ
(2)
يحـِــقّ لي
أن أستعيرَ
من صغار العصافير
أحلامها
كي أغرّدَ
فألف زغرودة
تروادني
على أوردة من وَرَقْ
(3)
يحـِــقّ لي أن أموتَ
وأنبعثَ من رماد ِ
الحــُبّ
لأغــرقَ وأغـرقَ
وأعشقَ
رقــّة َ الغـَرَقْ
(4)
يحـِــقّ لي
أن أعيشَ شيهانة ً
حينَ ثلاثٌ
تــُنكرنــي
القبيــــــلة
وتــُرديني قتيـــلة َ
القلق , الأرق
(5)
يحـِــقّ لي أن أهوي
في اغراءات ِ
الشــَفــَق
لأرى
فعيني الثالثة
قلم ٌ نــَزقٌ
يهوَى
فــَضَّ بياض ِ
الحبر
ليفيضَ البحرُ
نوارسَ
تـُسبّحُ ربَّ
الفــَـلـَق
(6)
يحـِــقّ لي كلّ ما يحقّ
للشعراء
ولا يحقّ لغيرهم
من بهاء النبوؤة
من مطلع القصيدة
وحتــّى آخر رَمَق
~
توأم الحُلـُم
أشتهي أن تظلَّ حلما
كي لا أفقدك
ولا أدري لمَ كلَّما
لمحتُ عاشـِقـَيـْن ِ
إفتقدتك
~
إلهام
ذهبتُ للبحر لم أجد حورية ً
ذهبتُ للحقل لم أجد قمحا
ذهبتُ إلى القصيدة
وجدتكَ أنتَ : ( بحرًا وحقلا )
~
الدّمعة الثانيّة
ما قـَبـْلَ الاختناق بدمعة
رسائلي إلى نجوى_1
آه نجوى!
النافذة هنا مُشرّعة على ألم..
والريح تعصف بستائر الندم منذ رحيلــــه!
هنا أنـــا..
وحيدةٌ كما شجرة زيتون على سفح جبل..
أرتدي معطف الذكريات ولا أبحث عن مدفأة..
المطر خفيـــف ٌ.. مـُخيـــِف ْ..
وفي الغابة على مدى الحلم..
ألف ذئب ما زال يترّصد بسلة أزهاري
يتلهف ليعيثَ فيها نفاقاً !
وحدي هنا.. لا أنتظر أحدا..
لا أحد ينتظرني !
لا أحد يستحق الانتظار سواه..
له وحده
انحنتْ سيقان قمحي, التي ضجّت بسنابل الغرور دهرا!
حصدَ شوقي..
ناولني صليبـًا من خشب النسيان
وقال: اتبعيني.. فتبعته بفرح , دون أن أتلفت حولي ,
دون أن تشلّني صيحات الغربان على الطريق!
وتدحرجتُ خلفه ككرة ثلجية..
خطوة خطوة في درب الغيرة والحيرة.
تدحرجتُ .. تدحرجت .. وجمعتُ في طريقي كلّ قشّ الخصام.!
ثمّ سقطتُ في أتون الفِِراق!
آه نجوى!
هل بقي في القلوب متّسع للحبّ ؟
أما استحالت زوارقنا, أوراقا تبحر في محيط القلق ؟!
أما استحالت عصافيرنا, حبرا لا تغرد إلا على ورق ؟
أيتها الصديقة الحنون,
هل تأتين كل فجر ..
لتضعي ولو وردة جافة واحدة على قبري
لعل مناقير الطيور تهبط.. تحملَها
فلا يبقى من الحلم إلا ذكريات
ذكريـــــــــــــات
~
قبلَ أن يُدركنــَا فـِِراق
رسائلي إلى نجوى-2
آه نجوى !
هل أقصّ عليكِ أسراري من ياء اليباب
إلى ألف اللقاء الأوّل الشهيّ..
حينَ أدركَ أنـّهُ يعشقني...!
بدأ يُبعـِدُني عن منهل حنانه..
وهو ُيدركُ أننـّي..
كما الفراشة الصغيرة في مهبّ العاصفة.!
لا أقوى على مقاومة جفاف النفي عن قلبه.
آه أيتها الصديقة الدافئة ..
الرّوح تهجر الجسد مرّة , وأنا هجرتني روحي ألف ألف مرّة منذ غيابه !
وحده .. كانَ قادرا أن يتمدّد ويتقلص
يثور وينحسر , كما البحر
داخل محارة حواسي!
مرّ بقلبي..
كما التاجر الأنيق.. فاشترى كل منتوجات كياني.. من حنان وحنين
غيرة ً وحيرة ً ، جنونًا وظنونْ..
وحينَ منحته وسام الترقيـة..
تاهَ في سوق الغُربة!
دنوتُ منه ..
كما سنونوة يصطادها حب استطلاعها للحياة.!
إلى اسلاك قفص .
اقتحمتُ قلبه.. فأبْقَى نافذة مُشرعّة للرحيل..
لكنني رفضتُ أن يُقصيني عن وطن..
أعلنت انتمائي لدفئه.
دنوتُ من حنانه حتّى ثمالة الفرح ..
فراحَ يبتعدُ مرتعدًا..
كقطار سريع ٍ ينزلقُ على سكّة حديديّة مألوفة!
آه يا غالية ..
أخبريني بربّك ِما السبيل للّحاق ِ به؟!
أو.. أخبريه أن يتوقف حيث هو..على جسر الشوق..
لآتيه حوريّة ًبحلم ٍحريريّ.
آه يا عمري .. توّسلي إليهِ
أن يتوقفَ حيث هو.. لأدركَهُ
قبل أن يُدركَنَا فِراقٌ.. فنندم..!
حيثُ لا ينفع ألم... ولا ندمْ!
~
يحبني..؟ لا يحبني ..! يحبني..!!
رسائلي إلى نجوى_3
آه ٍ نجوى ...!
من سواكِ شاهدَ حوريــّةً تغرق في بـــحـــر العمر !!
تتعلّق بقشّة صبر ..
ويمرّ بآخر خيوط الأمل مركبُ أحلام ٍ فردوسيّة, يعجّ بالملائكة, والأنغام السماويّة ..
فتتدلى يدان لتنتشلا الحوريّة من موجة قهر ..
وتوّقعا على وثيقة انتمائها لقلب
صار أوسع من وطن منذ قررتْ أن تمارس حق اللجوء إليه!
آه ٍ نجوى .. يا رفيقة الكتابة والكآبة ..!
يقولون: (الأقحوان لا ينمو إلا على الأرض.!)
لكنّني شاهدته بساتينَ في عينيه..
فأثملني الشذا !
يقولون: (الكروان لا يحلّق فوق الشّمس..!)
وأنا شاهدته يرفرف فوق جبينه..
يغرد على أغصانه, فأثملني الصوت والصدى!
آه نجوى .. يا تربة أسراري ..!
منذ التقى واحدُنا نصفه الآخر والبشر يحيون الجفاف ونحن نحيا المطر..
نبني عُشّ أحلامنا كلّ فجر قشّة قشّة..
ونوقد كلّ القشّ مساءً لنحتمي بالدفء حين يجمعنا حضن واحد..
أوسع من رحم العاطفة!
آه ٍ يا غالية ..
لماذا ..
كلـّما قطفتُ في غيابه أقحوانة..
أعرّي بتلاتها بتلةً بتلة ..
أستطلع خفايا قلبــِه:
يــُحــِبــُّنــِي..!
لا يحبني..!
يحبني..!
تسقطُ كلّ ُ اللاءات
حتّى آخر بتلة!
~
الحبّ كالعمر لا يأتي إلا مرّة
رسائلي إلى نجوى_4
آه ٍ نجوى..!
في القلب أكثر من دمعة ..
وأنا عاجزةٌ عن السير عكس اتجاه القلب !
ألم يأتني كعندليب يتحـرّش ُ بشجرة..
فاحتويته بين أغصان حناني..!
وحلمتُ أن يحملنا الحُبّ على جناحيه إلى الذِروة..
دون أن نتقهقر كـ (سيزيف..!)
خلف صـُخـور خيباتنا..
لكـننـّا تقهقرنا..
مرّة ومرّة ..!
وها هو ..
يهددني بنزق طفوليّ بإجهاض جنين حبـّنا من رحم العاطفة..
وهو راغبٌ بلبــَن حنينــِي حتـّى الثمالة!
رجلُ البحر هو ..
يعيشُ المتناقضات داخله في حالة توازن خفيّ
تارةً يـُنعشنــِي بأمواج هادئة
وأخرى يـُغرقنــِي بثورة صاخبة!
معه تعلمت أن أقرأ نقاط الغيرة قبل حروف الحيرة!
فما بين اندلاع ثوراته الفُروسيّة وعودته الطفوليّة لحضن حنيني..
تضيقُ بي كلّ الآمال ..
فأحمل حلمي على كتفي وأسير حافية في صحارى قتلها العطش!
وكلـّما كسر لوحة من الوصايا العشر العالقة بين قلبينا..!
تناثرت الشظايا..
نزفت الذاكرة.. وانفرط عـِقدُ الثقة ..
فجأة عاد حالمـًا نادمــًا يستجدي مطر الغفران.!
مدَّ جذوره في تربتـي حتــّى آخر ذرّة دونما استئذان!
آه ٍ يا غالية ..
زهرة عباد الشمس أنا.. وهو شمسي!
له وحده تشرئـِب ُّ بتلاتي وذاتي ..
فهو الذي يمدّ أنوثتي بكلوروفيل الكبرياء!
آه ٍ نجوى ..
الحبّ كالعمر لا يأتي إلا ّ مـَرّة ..!
وأنا أحبـــّه ..حتــّى الرمق الأخير..
وأنا أحبـــّه .. حتــّى أقاصــِي المستحيل!
~
الآخرون هم الجحيم ..؟!
رسائلي إلى نجوى_5
آه ٍ نجوى ..
كلّ الطرقات ِ التي كانت تُؤدّي إلى قلبي
نبذَتني!
وبقيتُ هنا.. وحدي ..
كصخرةٍ عاريــة في جوف بحر كفيف!
يضربُني بأمواج ِ العتاب تارة ً وبالجفاء أخرى..
ولا يستكين ..!
أهٍ يا رفيقة أحلامي ..
ما زالت طواحينُ الغدر تدور وتدور..
وطيوري ترفرف حولها بصمت مشلول!
الريحُ عاتية..!
وما من إبحار سوى في محيط الحلم,
مرتعنا الأبدي للأمل..
وربـّما.. ربـّما.. للجنون !
مـُتعبة أنا يا غالية ..!
مـُتـْعـَبــَة ٌ من النظر في وجوه فقدت ملامحها
وصارت أشبه بأكواز الصـّبار !
متعبة من الصبر على أحلامي المجهضَة !
كلّ فجر أصنع من الأمل خمسة أرغفة..
وأهيمُ..أهيمُ في الطرقات بحثا عن تّنور حنان نقيّ!
أوّزعُ خطواتي هنا وهناك بعفويـّة ..
فتتلقفني حفرةُ خصام مُباغتة...
أهــوي .. أهــــوي .. ولا أفيقُ إلاّ
وقد أ ُجهـضَـتْ كلّ آمالي فوق أشواك الوجع.
آهٍ نجوى ..
من سواكِ يدركُ أنـّه إيقونة أحلامي ,
وأنـّي أحبـّه .
كما هو أحبـّه .
يجلدني بسياط العتاب... وأحبــّه !!
يُجافيني في اليوم ثلاث مرّات وأكثر ..
وأحبّه!
يُجهضني فوق منفى الفراق.. وأحبّه !!
ويأتيني بعد كلّ نوبة جنون
يقول: أحبــُّكِ يا صغيرتي..!
وأحبّه !! آه ٍ نجوى ..
أنا في طريقي إلى الجنون..
والجنون ضربٌ من ضروب الجحيم.
الآخرون ليسوا جحيما ..
نحن .. نحن من نصنع لنا الجحيم..!
~
يليق بي أن أفيضَ أنوثة
رسائلي إلى نجوى_6
آه ٍ نجوى ..
ها هو الطائر الدوريّ يُدركُ
أنـّه أينما هاجر سأكونُ لأجنحته سمــاءً ,
وأكونُ حضنـًا يستوعبُ نزقَ مزاجيتـِهِ.
ها هي النجوم ُ تعودُ لتزيـّنَ أوراقي..
ها هي سحبُ الوجوم تنقشع من آفاقي ..
آهٍ يا رفيقة أفراحي ..
في قلب العاصفة, رأيتُ النـّور !
عبرتِ الطيورُ وألقتْ أغصانَ الزيتون ِ الأخضر
على كتفي المثقل بأكفان همّ أسود, رفعتُ رأسي
إلى السماء, فأبصرتُ أجنحة ً بيضاء تُرفرفُ
على خلفية حمراء وسمعتُ صوتـًا كما التهاليل
يقول:
لا تخافي ! رحلَ الفارسُ لكنّ قلبَهُ معك ِ,
فانتظري عودته.
وانتظرتُ ...
ها قد عاد َ ليشيّدَ لي حصنـًا يطرح خارج أسواره
كلّ حطب الغيرة والحيرة والحزن المزمن ..
ها قد عدتُ لأشيّدَ له أسرارًا أسطوريـّة
في أقاصي القصيدة.
أتدرين يا رقيقة ..
الأصل في الأشياء السكون, ما لم تكُن هنالك قوّة !
وهو القوّةُ التي أيقظتني من سبات "أمرأة الكهف ".
أفلا يليق ُ بي أن أمتلئ دهرًا بالشوق فأفيضَ
أنوثة ً كي أسلّمَهُ مفاتيحَ أحلامي
بعدما عاد عاشقـًا مُتأملا غجريـّا حالمـًا
لكي نبدأ الحكاية
~
اكتمالُ الرجولةِ أنتَ
رسائلي إلى نجوى_7
آه ٍ نجوى ..
حينَ فاجأني الحبّ , كنتُ لبؤة ً في كامل أنوثتي
وكنتُ قد أدركتُ أنْ ..
لا أحد يستحق مفاتيحَ حواسي
سوى رجل على مستوى أحلامي!
وجاءَ ..
بثقةِ فارس ٍ من العصر الإقطاعيّ,
ورقّةِ بُستانيّ يتقنُ لغةَ الورد !
دونما مقدمات جاءَ ..
كماالمطر ..
كما مخاض المرأة البـِكر ..
كاندلاع القصيدة ..
مُلقيـًا خلف خطواته جفافَ منفى
ووجوهًا أكل عليها الهـَمُّ وشرب!
آه ٍ نجوى ما أروعه من رجل!
ليس ككل الرجال هو !
وحده يدرك كيف يُحاور لبؤة لم تــُحرّر ضفائر
أنوثتها بعد, يُروّضُ عطرها.. يروي تــُربتها,
فتستكين راضية ً مرضيّة ً لنوتاتِهِ الغجريـّة.
اكتمال الرجولة هو ..
اكتمالُ الأنوثة أنا ..
يُشبهني ..
كأنّه يملك النصف الآخر من خيالي..
أشبهـُهُ
كأنـّي نوافذ أحلامه .. حروف حنانه..
نزق مزاجيته .. هسهسة رغباته ...
آهٍ نجوى يا رفيقة أحلامي وهيامي ..
على خط الارتواء التقينا,
واحترقنا مرّة ومرّة ,
وولدنا ألف مرّة ,
من أخمص ِ الشوق حتـّى
مَطْلَع ِ الآاااااااااااه..
آه ٍ نجــــوى ...!
~
أحرقَ قلبـَا ليشعلَ عودَ عتاب
رسائلي إلى نجوى_8
آه ٍ نجوى!
في المحبرة دموعٌ كثيرة , والحبرُ مُثقلٌ
بسُحب ِ الوجع!
في قفص الظنون, تذوي السُنونوّة ُ قهرًا.
ما جدوى أن يرحلَ الصّيادُ ويتركَ النافذة
مُواربة، ما دامَ قد حاصرها بالجنون ,
وأحرقَ أجنحتها؟!
الرّوحُ ثكلى، المدى مُحاصرٌ بالرّماد,
وعلى متن الأفكار دمار !
فرّ العصفورُ الأخيرُ من ساحة الخصام !
سقطتْ ألوانُ الطـّيفِ ..
حلّ الغياب ..
وَحْلاً وضباب ..
بعدما أحرقَ قلبًا نقيّا ليُشعلَ عودَ عتاب!
سيأتي يوم, يدركُ " لير" أنّ الكلماتِ الرّنانةِ َ جوفاء,
وأنّ التي أحبته كما ينبغي للمحبة أن تكون ,
هي التي لا تخون!
سيأتي يوم, يُدركُ هاملت أن أوفيليا التي ألقى على
كيانها الهشّ رواسبه النفسيّة ,
فوقعتْ في البحر فريسةَ أمواج ِ القهر ..
كانت أنثى لا ككل الاناث!
سيأتي يوم, يُدركُ شهريار أن السيف
المصلوب على عنق شهرزاد لم يستمل قلبها
وأنها أحبته حين استطاعت أن
تتغلغل داخل تربة حواسه لتصلَ إلى أبعدِ نقطة!
آهٍ نجوى..
أهوي كما الشواهينُ من قمةِ كبريائي ..
ولا أعثر على أشواك أقع عليها لأسلمَها الرّوح!
آه ٍ يا صديقة ..
في العتمة, بعدما أدرَكَنَا الفُراقُ
مُضرّجـًا بالاختناق , بدأتُ أرى الحقيقة:
عاشقًا غير عاديّ كانَ .. خطفني من كهف الأوهام ,
بعثر كياني وشكَّلني فارسةَ أحلام ٍ لا تُشبه النساء ..
أميرة ً مُخمليّة صعبة المنال ..
بطلةَ حكايةٍ بالغة الأنوثة , غامضة..
لا تتحقق إلا في الخيال.
فارسًا أصيلاً كان ..
رقيقًا .. حالمًا .. منفتحَ القلب ..
كريمَ النفس .. فائضَ الحنان ..
فارسًا نزقًا كان ..
يزهو بنفسه كما الطاووسُ..
يبغي الثقة والاعجاب من الشرق للغرب،
من الشمال للجنوب !.
آهٍ نجوى ..
ما أشقى الحياة حين نحيا الانكسار !
آهٍ أيتها الرّوح المُرهــَـقــَة ..
عندما تذوي السنونوة في قفص الظنون ..
يعلنُ القلبُ الحـِدَاد !!
~
تعالَ نصحو على حقيقة أجمل !
رسائلي إلى نجوى_9
آهٍ نجوى ..!
ها أنا أصحو على يوم آخر.
أحاول ألا أسجل نفسي .. ألا أتذّكر!
ما أسوأ أن تنهض الذاكرة من سباتها حين نستيقظ
نكتشف أن فينا رواسب وجع الأمس
تكفي لتحيل يومنا إلى جحيم..
هل نملك أن نصحو على حقيقة أجمل؟
هل نملك أن نبدأ من نقطة الصّــفر كلّ فجر
لنسافرَ في قطار اليوم بمنطق طفل يتلهف لاكتشاف الكون؟
هل من سبيل للتخلص من الارهاق النفسيّ الذّي
يستعبد الجسد ويجعل يومنا مقروءاً منذ نقطة الصفر؟
هل من سبيل لشطب ملفات الألم من قرص الذاكرة؟
آهٍ نجوى .. عندما وصلت الطعنة عمق كبريائي ,
أقفلتُ قلبي وغلـّفتهُ بقشرة مرارة ...
فراح يغرق في بحر الأسى ..
وقبل أن يرسو في قاع النسيان
قرر فجأة أن يغفر ويعود..
فالمحبّة تحتمل كلّ شئ وتصبر على كلّ شئ!
وأنا أحبـّه!
ها هو ذا نسيجُ العناكب الكثيرة التي أحاطتنا
بحقدها من كلّ جانب يسقط.!
أنا أراه عبر الضباب وها هو يراني
أعود إليه .. فيعود إليّ .
وهل يملكُ الطائر إلا أن يعود إلى عشّه
مهما طالَ الغياب؟
وهل تملكُ الشجرةُ إلاّ أن تفرد أجنحتها
لتستقبل حبيبها العائد بحفاوة !
هو وطني الصغير يا نجوى ..!
فهل أملك أن أحيا دونما انتماء؟
آهٍ يا رفيقة أوجاعي ..
أخبريه أن يأتي دون أن ينظر للوراء..
واقرئي عليه وصيتي الوحيدة:-
دع بذرة حبّنا تنمو ...
كي ينضج قمحُ الحقول ويُطـْعـِمَ شعبًا من
الجياع لعشق ليس له في تاريخ الحُبّ مثيل!
~
الدّمعة الثّالثة
أتيتُكَ أميــرةً بفستان أحمـر
أفترشُ الرمالَ وأتقوقعُ داخل محارة أمل ٍ
في أن ترا ني هنا , على شاطئ البحر ,
ألوّحُ لكَ بالمنديل ِ الأبيض ِ ,
علــّكَ وأنتَ تحدّقُ في الأفق ترانـــي ,
بعدما عشّشت ُُفي أروقةِ أورا قِكَ
أميــرة ً بثوب ٍ أحمــَر ,
وذاكرة أوجاع رثـّة
***
ينهض البحر فارسـا حالمــا
يجتاحني بكلمات وكلمات
يبلل صحاري
يغرقُ وديانًا
يتسّع ....ّ يتّســـع
وتضيقُ بنا المسافات
يُوقظُ تلك الفَراشات الشهيّة
فتنطلق من قمقم الأنوثة
زادها سنابل الطفولة
ووشمها نياشين بطولة
وتسير
في درب الآلام
إليــــك
***
حبيبي
بعض من المطر
قد
يروي حقولا وحقولا
فكيفَ وقد
أتيتني مطرا لكل الفصول
***
حبيبي
بعض من شعاع
قد يــُحــَفــّز سربَ أجنحة
لتحلّق
كيفَ وقد أتيتني
شمسا
لا تعرف الذبول
~
أرْضُ الشَّكِِ كـُرَويَّة
أأكفرُ بأحلامي التي تنبأت بميلاد قلبينا
في السنة الثالثة بعد الألفين
للإنتظار المُقدّس ؟
أأخذلُ المـُجوسَ الذ َينَ أتوا مغارة ميلادنا
ليقدموا لنا ذهبــًا ولــُبانــًا
ومــُرّ ًا ؟
أيــُّها الطائر الشرقيّ ,
وحدي أنــــا مــَداكَ
غافلتُ الجنودَ والملكَ والوزيرَين والملكة ,
وتسللتُ من القلعة
على صهوة خيل الشوق في طريقي إلى رقعة قلبك
أتيتـــُكَ كما أعراضُ القصيدة , فجرًا
قاطعة ً الشّكَ بالحنين ...
فهل أندم على ما اقترفتُ من لهفة الى حنانكَ ..؟
نصبتَ لقلبي الشــِراكَ على طول خط الشَّكِ الاستوائيّ
فوقعتُ فيها كما الطائر الحـُرّ دون أن أتخبط
وكلــَّما ضاقتْ دائرة ُ الوهم من حولكَ ,
هكذا اكتملتْ قصيدةُ الخصام , بعدما أبدعنا
في تنسيق حروفها
التي كانت قادرة على نسف مباني الشوق
الشاهقة ..
ابتدأنا حكاية الحبّ بحاء حريريّة وانتهينا
ببوابة ٍ أفضتْ إلى
ساحة الفِراق .. وما بينَ البداية والنهاية ,
تأرجح َ القلبُ
كالبندول شرقــًا وغربـــًا
دمعـــًا ودمــّا !
هطل المطر الأسود على جثة الشوق المصلوب ِ
على بوابة جنّة
العلاقة , إلا أنّ شمسَكَ تـــَعـــِدُ بعودة
ولن تخلفَ الوعدَ !
حبيبـــي .. يا حقلي وسنابل عمري
لكلّ نافذة شكّ بابان ..حين نُوصدهما
يسجناننا خلف
ظلامهما : لبؤةٌ حاقدةٌ وأسدٌ ثائـــرٌ
وحينَ نُحررهما .. نمرّ عبرهما الى المدى
طائريّ حُبّ حالمين
فتعالَ , ندفنْ جثـَّة َ الشّك , ننثرْ التـــُرابَ
فوقها ونرحل
إلى أقاصي النسيان , دون أن ننظرَ خلفنـــَا !
نتعقبّْ أثر سرب طيور هاجروا إلى جزيرة الحبّ قبلنا
حبيبـــي .. يا فارس أحلامي !
أرْضُ الشَّك ِ كُرويـّة، محورُها شوكة ٌسامـّة،
فهل تــَرْضـَى لنا
أن نقتلَ جنينَ حبـّـَنا بأيدينا؟
تعالَ نتعلمْ كيف نضع في حـَصـَّالة ِ
الحـُبّ، كلّ فجر، قرشَ محبـَّة
ووثيقة ثـقـَة متبادلة.. !
~
العـَامّ ُ الأ وّ ل على حبّــنــَا
(1)
حين يُراودني الحزنُ عن نفسي
أهرعُ للبحر ,
أسألُ الرّياحَ أنْ تجري كما يشتهي القلب ,
كي أبحـِرَ إليــكَ
فالرحلة التي تمتــّدُ ألف ميل
حتــّى شواطئ الحلم الشهيّ ,
تبـــدأ دومــًا بنبـــضة :
" أحبـــّـك "
(2)
لا أقلّ من بــَحــر ,
أهديـــكَ في مطلع العام الأوّل على حبــّنـــا
فأنتَ أكثر من البحر صخبــًا ,
حينَ تعصفُ بصخرة الحلم أمواجُ الغيـــِـرة
فتــُخــَلــِّفَ فيها أكثرَ من ثــُــقــب !
وأنتَ أكثرُ من البحـر حيـــِـرة ,
حينَ تستكينُ حروفــُـكَ كقط ّ قــُربَ مدفأة
لتبوحَ بأغلى أسراركَ
(3)
حبيبـــي
يا وطني ومنفــَايَ
ألـَمْ تستوطن غرفَ القلب الأربعة ؟
ألم تمحو عن جدران الذ ّاكرة كلّ إسم ووشم؟
ألم تجلسَ سـُـلطانـــًا على عرش نبضي
تتحكم بمجرى كــُريــَات ِ الحــُـبّ ؟
ألا تكفيكَ كلّ ُ السـّجلاتِ التي وقــّعـتـــُها
راضيّة ً مرضيــّة
في أنـــّــكَ وحدكَ
مالكُ كلّ بقاع القلب؟
(4)
غريبــــِي
يا أملي ويا ألمي
أما آنَ لقمر حبــّنا أن يكتمل ؟
أما آنَ لكَ أن
تنظرَ مليـــًّا في مِرآة هذا القلب ,
(الذي لا يستحق أن يُصابَ بفقر ثقة)
لن تـــَرى إنعكاســًا شهيـــّا
سوى لملامحكَ أنـــتَ
~
هواجسُُ الميـــلاد
أسيرُ مُمتـَـلئــــَة ً ببوحـِكَ الشهيّ
بين مـئـَات ِ الوجوه المُـتــْعـَبـَة
المــُــثــقــَلة بقـــَـلق
المــُهرولة مساءً إلى
شجرة الميلاد ، وأنيـن ِ مـدْفـَأة
وأدركُ أنْ قلبَكَ وَحــْـدَه
وطنــــي
تعلو ترانيـــمٌ فيروزيــّة
من مـُكـــبـــّر صوت ٍ
مصلوب ٍ على أســوَار الكنيسة:
(المجدُ لله في العُـــلـَى)
فيخفق قـــَلبــــي
ويردّد:
(وعلى الأرض إحتلا ل والقلوبُ عَطشَى للمَسَرَّ ة)
أمرُّ بعيــــْن ِ العذراءِ
التي جفّ نبعُها منذ ألفيّ عام
على الميلاد
تقرعُ أجراسُ الكنيسة
تشـــُـقّ ُ ضبابَ النــّاصــِرَة
كطبـــول حــَربٍ
فأرَى
أشباحَ طائرات ٍ
تنفثُ الحقدَ منَ السماء
وتترنــّمُ فيــــروز
( ثلج .. ثلج شَتّي خَيرًا وحُبًّا وثلجًا)
فيتراكمُ الهَمُّ
في مـِذ ْوَد ِ القـلـب
المطرُ خفيفٌ .. مُخيف
وعلى درب الالام جياع ُ
وعـِطــَاش
ما زالوا يحاصرون حصارهم
ويحلمون بنبوءَة ِ السلام
ما زال صوتُ فيروز ينخرُ العظام:
( ثــلج ... ثــلج )
أتــَد ثــَّرُ
بوَعــد ٍ وعـَهـد
أن أبقى طوعَ حبـّـنــَا
مدَى الأحلام
بعدما عـَصـَفـَتْ أمواجُ الحـُبّ
بصخور قــَـلبـــي
فتـَـشـــَظـــّى
وتـــَلـــَوَّى
ثــُمّ تـــَلا سـُـورة َ النـــّور
وسقطَ كما السمكة في بحــْر كَ
راضيــًـا مَرْضــيــّا
غريبـــــي
أيــُّها القابعُ في ثــَلج ِ الشــّـتـــات ِ
كلّ ليلة تكون فيها شهريــــَاري ,
تــُنــْصــِتُ لحكايــــَاتي
المــريرة النـــقـيــــّة
عن جفاف ِ منفى ووجع ِهـُــــويــّة
إلى أن أحــْــتـــّــلَ عــَرْ شَ
عواطفــِكَ
هــــي َ .... هــــي َ
ليـــْــلــَة ُ الميـــــــلاد
~
لن أغفر لكَ
هل أغفرُ لكَ كلَّ هذا الجنون
الذّي سيدونه التاريخ
في سجّل فقراء العشّاق
في أنـّكَ ترصّدتَ أنوثتي
وحرّرتها من كهف الكبت
فانطلقتْ كما النحل
تحلــّقُ في فضاء الفرح
تبحث عن شمع يديك
هل أغفر لكَ
أنــّكَ شيّدتَ لي قصرا
كنتُ فيه ملكة
وسائدها حنان
وطبقها اليوميّ
خمسة ُ أرغفة شوق
قد تصنع معجزة
فتطعم شعبا من الجياع
لا.. لن أغفرَ لكَ
فقد تجاوزت شقاوتك الشهيّة
أرض الحلم
وتسللت إلى حدود المــُحال
~
ما لم يقله أرسطو *
عبيدُ العاطفة ِ ينتصرونَ للحُبّ
أحبّــــكَ
بكل ما أوتيتُ من أنوثـــة
وتحبــُّـنـي
بكلّ ما أوتـيـــْتَ من رجولة
وشوقــُـنا
أرانبُ بريّــــة ٌ
تــُغـَرّرُ بنا كلَّ مساء
فتـقـفـــز من قفص الغرور
لتــتـعـَمّـدَ بنهريّ الحنيــن والحنـــَان
فتـــَفـــْـتــَحُ السّـماواتُ أسرارَاها
ويأتي صوتٌ يرنــّمُ لنا:
هذان هما العاشقان اللذان سُرَّ القلبُ بهما
وتــُفـــْــتـــَحُ لنا أبوابُ الفردوس ِ
فنســـْـتـــَـلقي في ظــلّ شجــرة ِ التـــُّـفاح
دون أن نهوي في الخطيئـــَة
بعدما غسلَ مطرُ الثقة وحلَ أخطائِنَا الصّغيرة
حبيبــــي .. حبـّـُكَ غيمة ٌ
وحبـّي حلّقَ فــوقَ كلِّ الغـُيـوم ...!
*ارسطو: العبيد لا ينتصرون
~
مِِن كُلّ وردة شَوق ٍ بَتـَلة
ماذا وراءَ البحر يا حبيبي
سِوَى كتلتين ِ مِنَ الثّلج
لو التقتَا... ستذوبَان .. تذوبَان ِ
ليهطلَ المطرُ وتَحْبَلَ الورودُ عِطْرًا !
ماذا وراءَ الكلمات, ســِوَى صَدْر ٍ وعجز ِ ,
لو التقيـَا ستكتمل بهما أحلى قصيدة !
ماذا وراءَ الثمانية وعشرين حرفــًا
حين تجمعهم وتنثرهم على صهوة البــَوح الشقيّ,
ســِوَى
لهفتي التي تشكلــّتْ ضمّة ً وفتحة ً وكسرَة !
ماذا وراءَ غنائم الحِصَار يا فارسي, سوى أميرة
أرسلت لك الجزيةَ
لتبقى مدى الأيام فارسَ أوراقِها وأشواقِها !
ماذا وراءَ السفر الليليّ الى شرفة أحلامــِكَ
سوى حقائب حزمتــُها منذ ُ باغــَـتــَني مخاضُ حُبـــِّكَ
(على حين ِ صقيع ٍ وَوحــْدَة)
سوى تذكرة اللاعـودة !
ماذا وراءَ أقفاصِ العاطفة يا صديقي ســـِوَى,
طيور حبّ عاشقة تتحرّر مع كلّ كلمة
" أحبــّـُكَِ "
لتحلـِّقَ في فضَاء النشـْوَة !
ماذا على خط ِّ الارتـــِواءِ يا غـــَريبــــِي
ســِوَى نيران الرَغـبــــَة ,
بعدما أدركتْ بتلاتــــِي أنــَّـكَ النــــَدَى ,
وأدركتْ طــُيــورُكَ أنــّــنــــِي
أنـــــَا
أنــّات ُ المـدَى !
~
الحـُبّ على الأبواب
(1)
ذاتَ حـُلم
مـَســَّنـِي الحُبّ
فأعادني طفلة تعشقُ النحلَ
وأعادَكَ طفلا ً شقيــّا
يترصد أقراصَ شهدي
(2)
حلمتُ أنَّني
وردةٌ
وحينَ استفقت ُ
كنتَ قُربـي
تستنشق شذايَ
وتثملُ وتثملُ
وتمتثــِلُ للنشوة
(3)
ذاتَ حـُلم
رأيتُكَ تُلوّحُ لي بالمنديل الأبيض
وفوقنا ذات السماء الزرقاء
وبيننا جنودٌ.. حدودٌ.. وبنادقْ
وحينَ ودّعتني
وعدتَ إلى صقيع منفاك
اعتملت ْ في قلبي المسحوق انتفاضة ٌ
أنــــتَ قائــدُهَا
(4)
ذاتَ حـُلم
كتبتُ على قُرصِ الشمس
إلى من لا يهمهم أمري:
( أنا أعشــَقــُهُ ! )
ونبضي ما انْفكَّ يهتفُ باسمـِهِ,
رغم أنفِ الذّينَ يهـُّمهم
تنفيذَ أمر الحكم شنقــًا
على طيور الجمال الحبّ والحريّة
~
بك أ حيــَا وأ حــلــّـق
تزرع قلبكَ في صدري , وتمضي
إلى حدائق الفرح
فأمضي خلفكَ , وفي حناياي خوف
أن يُحيلــَني الحبّ ذات وجع
إلى وردة جافة في جيب معطفك
أجتازُ طوابيــــر المعجبات ببريقك
في طريقي إلى مذود مشاعرك
وأهرول
علّ بحرك يصطاد أسماكي
فيُوحدنا بؤس شتاتنا في وطن وقلب
لنكــُفّ عن النـزوح إلى أقاصي التعب
علّ ذكرياتنا
تلك الفقاقيــــعَ الممنوعة من الصرف
تعلو .. تعلو .. وتتفجــّر .. بعيدا
حيث صقيع العدم
سَـيّدي
يا سنابل عمري
يا نعناع وبرتقال وزيتون أحلامي
حبّـكَ محرّضي على الفكـاكِ
من سـلاسل الأمس
حبّـكَ مُحرّضي على التحليـــق
عاليــــــا عاليــــــــــا
حتــّى وَكــــْر الشّمس
~
تداعيـــــات في المقهى
في المقهى
وحدَك (كالعادة)
تحلم بامرأة تشبهني
وأنا قرب النافذة
وحدي(كالعادة)
أحلم أنّك في مقهى وحدك
تحلم بي
ولا تأتي بك الطرقات لقلبي
وقربي شاب يطفئ سيجارة
في فنجان قهوته المُرّة
ويذرف دمعًا مرّة تلوَ المرّة
ويحلمُ في امرأة تشبهني
قد تخلع عنها يومًا معطف الوحـْدَة
وتسير اليه لتُعِدّ لهما
حكاية ً حُلوة
قد تنسيهـما
عذاب حُلم
لا يأتي
أنتََ حبيبي
أُكتُبْ أنَّكَ إذ تأتينــي
يصيرُ القلب
كسرة َ خبـــز في يد كادح ٍمسكين ِ
اكتب أنّك حيــن تغيـبُ
تُــعَّري أيامــــِي وَ سنيني
فحضورك دومــًا يأتينــي
بمَذَ ا ق ِ الزعتر ِ و التـّيـن ِ
اُكتبْ أنــّي
بيضـــاء كالثــَّلج أتيتُكَ
لأُحيكَ من كهف قلبَـك
قلعـةِ حطيـِّن ِ
واكتُـب أنـَّكَ
كنتَ وسوف تظلُ كروانــــًا
جاء لينشـل أحلامي
من بئر ِ أوهام سنيـن ٍ وسنيـن ِ
يهيم بــــِ ريتــا
وبكُلِّ نساءِ فــِلــَسطين
ومتى شاء يمحو عنـــّي
وجع بلادي وأ نينـِي
يرسمني وردة على مفتاح
في يَدِ لاجئ
أدماه شو ق ٌ وحنيـن
~
أنتِ حبيبتي
وتأتيــــــنَ
فراشَةً حائـــــرة
تحُطُّ على كتفـِيْ
وتغيــــبُ
مع غيـــــابِ الرّبيـــع ِ
فتظلّ شمسُـكِ
تسكنـُنـِي
كما يسكنُ المَلــحُ
الدّموع َ الطّاهـِرَة
وتصبحينَ
قصيدةً ناضــــِرَة
تمدُّ جذورَها
في تُربـــَتـي
من مرج ابن عامر
حتى النـّاصـــِرَة
فأثمل وأثمل وآمَل
ألا ّ أستفيــــق
إلى أنْ تـُـوْرقَ أوراقي
أشواقــًا نادرَة
وتأتينَ
فَرَاشَةً أشتاقـُها
كلــّما داهمني
خريفُ الذ ّاكرة
وتصبحينَ
قصيدة ً أ ُوْ قـِدُهَا
كلـَّما خمَدَ مخاضُ
أحلامي الثائرة
~
ذاتَ حــُلم
اجتــــــزتُ
الصحراء َ الكــُبـــْرَى
واستـــَفـَـقــْـتُ
على بـَحــر
.
.
يــَغــْــــــــــــــرَق ُ
يــَغــْـــــــــرَق ُ
يــَغــْرَقْ
في زَورَق ِ
أحـــلامــِـي
~
طفولــَة
لن أكفَّ
عن بناء بيوت
من طيــــن
على شاطئ اللهفة
لعلَّ الأيامَ تعود بنا
فتعود طفلا
يتوق أن يقاسمَني
رغيفَ حلم صغير
~
أسود
ما زالَ القلبُ
يستحقّ أكثر من هذا اللون
لذا
على الأسود أن يغسلَ
أثوابـَهُ بيديه ويتركنا
نغزل ألواننا بمفردنا
~
أبيض
فــَرحــِي بـِـكَ
حـِــزَام ٌ
نـَاســِف ٌ للحـُزن
~
أنتَ قـَدري
دَع ِ النّهــرَ
يتدفقْ كيفما يشاء
دَع بــَراعمَ الورود
تتفتحْ على مهلهـا
متى تشاء
لا تستعجل منطقَ الأشيـاء
حتما سيأتي برقٌ ورعدٌ
ويهطلُ مطرُ السمـَاء
دعنـَا
نقفْ على الضفةِ الأخرى
حيثُ الفـَرح
نـَرْصُدُ هَسْهَسَةَ المسـَاء
أنـتَ قمري
قد يأتي نهار ٌ أراكَ
شمســا
وقد لا يأتي النَّهارُ
من يمْلـُكْ أن يســبَحَ
ضدّ التــّيـــار !؟
هي أقدار
( كلـــّها أقدار )
~
بداية ُ الحُبِّ حُلــُم
تـُـرَفــْرفُ رُوحُهـَا وَتـَطِـيـرُ , لـَمــَّا
يـَفيـضُ هديلُ قلبــِهِ , تــُرَاهـــَا تـُحـِبــُّـهْ ؟
تــَصـِيرُ سحابة ً وتهيمُ , لـَمــَّا
يطـُولُ غـِـيــَابُ ظلـِّهِ , تــُرَاهـــَا
تـُحـِبــُّـهْ ؟
يذ وبُ حـَـنيـــــــــــــنــُهـَا ويثــُورُ لمـــــَّا
يـعــُودُ لـعـُـشِّ عشقـِهِ , تــُرَاهـــَا تـُحـِبــُّـهْ ؟
يـقولُ أهــْوَاكِِ
فتصــيــــــــــــرُ عــِطـْرًا
يفـُوحُ شــَذاهُ : هيَ تــُحــِبــُّهْ .. هيَ تــُحــِبــُّهْ !
~
أُحبــّكِ أ َعْلنـهـَا للرّيح
أُحـِبُّــكِِ ٍٍِ
أَعـْلـِنـهـَا الآنَ للبحر للرِّيـِح
للحبر العاصف والورق
لا تختفي خلف صخرة
وأنت تردد كجندي ٍّ مهزوم:-
أُحبــّكِ أيتــُّهـَا المـَلـِكـَة
أَعـْلــِنْ أنـــّي الملكة
وأنَّكَ وَصـَلْتَ عَرْشــِيَ
فارسًا منتصرًا
لا تترددْ بالبوح ِ
فبوحــُكَ سيحررُ كَنَارًا
ظَـلَّ سنينــــًا
أسِيــرَ قـَفـَص ِ العَاطِفــَة
أحبُّـــكَ
أنـا أعلنـــُهــَا الآنَ
للبحرْ للرّيح للحبر العاصِــــفِ
والورق
مجنونٌ ولكن ..!
لا تدّعي الشُّرودْ
حين تضعُ
ما بينَ شوقي وشوقك
أسلاكــــــًا شائكة ً
أنهـــــارًا وسـُدودْ
لن تهوي النجومُ
لو قلتَ : " أهْوَاكِ "
لا ..!
ولن تذبلَ الورودْ
لا تنظُر بريقَ
الغيوم ِ
ولا ترقــُب
عين الحسودِ
حين تقولُ : "أحبّكِ "
لا ..!
ولا تخشى قــُيــودْ
ستبقى كما تشتهي:
طيــرًا ,
وأبقى لكَ سماءً
دونما حـُدودْ
قــُـلْهــَا : " أحبـُّكِ " !
كفاكَ وُجومــًا
كفاكَ هروبـــًا
إلى الأقـطابِ
كفاكَ جـُحـُود
ستبقى كما تشتهي:
وطنــًا,
وأبقى لكَ شعبــًا
وجـُــنـُودًا
لا تعجبْ
لو قلتُ إنــّي رأيتُكَ
نهرَ حـُبّ عذبٍ
في أحلام يقظتي
وفي الرُقــُود
وإنـّكَ توأمُ الرّوح ِ
من قــَبــْل ِ أنْ
يكون لي ولكَ
على خارطةِ الحـُبِّ
وُجـُود ..!
~
لينقشعَ المستحيل
أستميحكَ بوحــًا أيــُّها الحبّ :
" إنــّي أحبــُّهُ
كما الولادة والعبادة "
فقد اصطفيتـــُهُ
من فردوس العاشقين شمســًا
ستــُوقدُ حواسي
فما جدوى أنْ أحبـَّهُ ويحبَّنـي
والأمنياتُ القاحلة تنهشُ
حـُلمنـَا الرّضيع !
أستميحكَ وردًا أيــُّها الشّوك :
" إنــّي أحبَّهُ
كما الولادة والعبادة "
فقد انثــَالتْ وعودُه وعهودُه
على زُرقـَة ِ أحلامي
من كلّ سماواتِ الشوق
لآتيَهُ تيهـًا
وأحيَا في كنفهِ حوريـّة ً
فما جدوى أنْ أحبـَّهُ ويحبَّنـي
وأترك له
على الرصيفِ
عطري وأنصرف
وأنا أتوقُ
أن احيـــَاهُ
خريفـًا
شتاءً
صيفـًا
حُلمًا
؟!!
~
لا جـَديـد
(1)
كانَ كتابـــًا
على رفٍّ مـُغـَبــَّر
تناولتـــُهُ
وأسدلتُ ضفائـــِـري
لفارس مـُبَعـْثــَر
(2)
لـَمْـلــَمــْتُ الحروفَ
وأبحرتُ معـــه
نبضة ً ..نبضة ً
إلى أعماق الحُلم
(3)
حينَ وصـــَلتُ
الدمعة الأخيــرة
من فصل ِ الألم
أدركتُ أنّني ما عشتُ
إلاّ
رواية ً مُــكرّرة
~
أحبـّكَ .. والبقيـّة تأتـي
أحبـــّكَ
يا بعضي وكلــّي
ونجم جبـــيني
أوسع من كلّ مدى
أبعد من كلّ اتجاه
أنقى من كلّ اعتراف
وأكثر حدّة من وابل شجن
أحبـــّكَ
وأدركُ أنّّي
لا أستطيع الذهابَ إليكَ
مع ذلك سأذهبُ
فقلبك صراطي المستقيم
الذّي عليه سأسير وأسيـر
حتـّى لو كانَ في ذلك
حتفي وحتفك
فأنا أحبّكَ حتـّى أقاصي التعب
وأتحدى بك كلّ مقاصل العتَب
فقد أيقظت طائر حُبّ يتيم
اشتدّ به وَهنُ الوَسَن
أحبّكَ
أرضًا خصبة لسنابل الحنين
وأعدُكَ أن نلتقي
كالتقاء جبل بـ جبل
ولتتغيّر بعدنا معالمُ الوطن
فللحبّ بقيّة
لا بُدَّ أن تأتي وستأتي
مهما تمهَّلَ
مخاضُ الزمن
~
أحبـــُّكَ إلى ما بعد الحــُلم
1.
أصنعُ من حُلمي
لحظة ً
بينَ أحبـــُّكَ ولا أحبــُّكَ
كي أحبـــَّــكَ
أبعدَ
من كلِّ احتمالات ِ
كهذا انفجار
2.
أصنعُ من حـُلمي
مشهدًا
كي أحبـــَّــكَ
حروفــًا , نقاطـًا
وفواصلا ً
و أحبـــَّــكَ فصلا ً
فصلا ً
إلى ما بعد اسدال ِ
الســــِتار
3.
أصنعُ من حـُلمي
قنديلا ً
كي أحبـَّكَ نورًا
ينتشلُ عويلَ ظلــِّي
عن ظـــَلام ِ الجدار
4.
أصنعُ من حـُلمي
يــَدًا
تمتــــــَدُّ
عــَبـــْرَ المـــَدَى
تصيـــرُ لبـــَردي نــارًا
ولمنفاكَ وطنــًا وديــار
5.
أصنعُ من حـُلمي
ظلا ًّ
يــَتـْـبــَعــُنــــِي
لا يــُتـــْعــِبـــُنــي
ولا يــَتـــْعــب
حتـــّى لو
تمطــَّى انتظارٌ
أو تثاءبَ حــِصـَار
6.
أصنعُ من حـُلمي
لحنـــًا
وأ ُنـــصـــِتُ ..
لأحبـــَّكَ همســــًا
بعدما
ضجَّ بكَ الفــِكــْرُ
ليلَ ..نــَهــَار
7.
أصنعُ من حـُلمي
ســُنبــلة ً
أقطفــُهــَا وأ ُخفيها
بينَ ضفتيّ دفتـــر
كي لا
تحسدني عليها عينٌ
ولا يــَطالــُها
مــِنـْــقــَار
8.
أصنعُ من حـُلمي
خمرًا
وأحبـــُّكَ ماضيًا
مضارعًا وأمـْرًا
فـَقــَدْ يأتي الغَدُ
دون أن يأتــي
بالمزيد والمزيد
من حكايا شهرزاد
لشهريار
9.
أصنعُ من حـُلمي
حـُلــمــًا آخــَرَ
كي أحبـــَّكَ
إلى ما بعدَ ما
سيأتي به الحلم
من انبهار
أو انكســـَار
~
كُن ربيعـًا .. لأحبـَّكَ
1.
لا أريدُ منَ
الآنَ
أنْ تــَحـلـُم َ بكَ
القصيدة
أريدُ ..
أنْ أحلم بكَ
أنــــــَا
لأنـــّي لا أرى
الآنَ
ســـِوا كَ
وبعضــًا من حريــر ِ
الغـــَد ِ
2.
لا أريدُ منَ
الآنَ
أنْ أحدّقَ
في الظلام ِ طويلا ً
يكفيني أن أوقدَ
أملا ً واحدًا
لأبصرَكَ
وأبصرَ النوافذ َ
والمنافذَ
فوقَ جدران ِ الأماني
المتصــــ..... ـدِّعــَة
3.
أيــّها الحزن
أ ُغــْرُب عــن
أحلامي
لن تكونَ من الآن
حقيقيتي الوحيدة
فقد سقطتْ
من حقائبـــِكَ
كــُلّ ُ أوراق ِ
الخـــَريف
س ق ط ت
ك ل
أ و ر ا ق
ا ل خ ر ي ف
~
لا مَفـَرّ
1.
إلــى أين تهرب
من ذاكرة مؤثثة
بالنشوة
ودائرة محورها
شوق
سيداهمك من كلّ
درب ؟
2.
أترحل ..؟
وأنا أرى البحر
في عينيك
واسمع هدير الموج
على شفتيك
وقد أعلنَ جهاده
على قواربِ الكــَرَب؟
3.
صديقي .. لا مفرّ
حبيبي .. لا مفرّ
ستظلّ ترحل
منــّي .. إليّ
منــّكَ .. إليّ
ليسَ بمشيئتي
ليسَ بمشيئتك
بل بمشيئة الرّب
~
حقـائــب ُ قـَلـب
1.
ســـِرتَ نحوي
خــُطوة
فصرتُ
أرى أسمع
وأتـــَدفــَق
كما نَهــْـر
2.
لم تأتنـــي
بباقةِ زَهـْر
أتيتَ حــُلـــُمـــًا
أضيقَ من ثــُقــْب ِ إبــــْرة
وأشدَّ لهيبـــًا من جـَمْر
3.
وعشقتــــُكَ
لكن هل أمـْلكُ أن
أستبقي حبـــَّكَ
إلى آخر الدَهـْر ؟!
~
الدّمعة الرّابعة
أحلامٌ خاصّة جـدا
(1)
أحبـــّك بالثلاثــــة
وأحلمُ
أن نــقرأ قصيدة
الحــُبّ
صباحَ مساء
لتحلّ بنا روحُ العشق
فنحيا مــَلاكين
في فردوس السماء
(2)
أحبـــّك بالثلاثــــة
وأحلمُ
أن نصعدَ
من بئر الرثـَاء
لنغتنم معا
ما تبــقــَّى
لنا في قصر فرعون
من وعد ٍ
بسنابل وَ لــَه ٍ وَثـــَرَاء
(3)
أحبـــّك بالثلاثــــة
وأحلمُ
أن نعبــُرَ
نهرَ العـَـنــــــَاء
لنـــَعـُودَ
إلى أرض ِ العسل ِ
أدْمــَث آدم
وأحــَنّ حواء
~
دَرْبُ الآلام
اختصرتَ دربَ الآلام
إلى إحتضـَاري
وأنتَ تَتَعـقـَبُني
حتـّى عُقـْر فَقـر الثـِّقـَة
ها الحُبّ
رهـنُ الشّنق ِ على مقصلةِ
القـَلـَـق
ها طيـور الحُبّ
رهـنُ الهجرةِ عن مواسم ِ
الأرَق
تعالَ
نرسمْ خطوطَ الطول والعرض
على خرائط
علاقتنا
كي لا تباغتنا
علامة استفهام مريرة
حبيبـــــي
كلّ بوح ٍ مــُبـــَاح
لو تـــثـــق أنَّ الصباح
لا يئـــِد ما في جــُعبتي
من لهفة ٍ للقاء
.
.
حبيبـــــي
( أنتَ شمسي )
عــِدني ألا تــُطفــِئ الشمسَ
كلـّمـا
فـَضَضنـَا حكايات المساء
~
فواتير حُبّ مُـؤَجَّـل
الفاتورة الأولى:
قد كنتَ ملاكــًا
وحـَلـَّلـْتَ ســَفــْكَ حُلـُمـِي
بسؤالـِكَ المعهود: هل أنا حُبــُّكِ الأوْحَد !؟
الفاتورة الثانيّة:
قد كنـتَ مَلـِكــًا
على عَرين غُروري
وصادرتَ جَوَازَ حلمـي
بسؤالـِكَ المعهود: هل أنا حُبــُّكِ الأوحد !؟
الفاتورة الثّالثة:
حبيبي ..!
صَارَ الظلامُ قنديلَ طريقي
صَارَ الهواءُ رفيقَ حريقي
منذُ طاردتني بشِبَاكِ سؤالِكَ المعهود:
هل أنا حُبــُّكِ الأوحد !؟
الفاتورة الرابعة:
كم أشتاقُ اللحظة لفاتورة حُبــِّكَ
المضمخة ببوحـِكَ الصّباحيّ :
" حبيبتي .. ايا غريبة !! "
حينَ كنتَ تـَغْفـَلُ للحظات عن شوكِكَ المعهود:
هل أنا حُبــُّكِ الأوحد !؟
الفاتورة الخامسة:
كم أشتاقُ اللحظة
حرير حُروفِكَ/ حُضورِكَ ....
بعدما تاهَت ِ الطُرُقاتُ عن خُطُواتي
إلى مَعْقِل ِأمانِكَ
وتاهَتِ الطرقاتُ عن خُطـُواتِكَ
إلَى كهفِ أمنياتي
وتاهَ السؤال عن حسام شفتيك :
هل أنا حُبــُّكِ الأوحد !؟
الفاتورة السّادسة:
كم أمقت حبيبي شَوكَ الشّكِ
الذّي زرعته بشفتيك صبّارا
على أشجار حنانـِي
فكانَ سؤالـُكَ المعهود :
هل أنا حُبــُّكِ الأوحد !؟
الفاتورة السّابعة:
حبيبي ...!
يا غريبا تاهَ سنينا عن بساتين حُضوري :
سيظلّ ما في القلب ...فُراتَ القلب ِ
ستظلُّ أنتَ دومــًا .. حُبــِّي الأوحد ؟
فهل أنا حبيبي ..
حــُبـــُّكَ الأوحد !!؟؟
~
في الرحيل الصغير
1.
حين تــُعلِـــنُ عـَن
إقلاعــِكَ
عَن قِلاع ِ العَاطِفـــَة
لترحلَ إلى مَطــَـار آخـَر وآخَر
كما العصافير الشَّريدَة
لا .....
تـَلـْعـَنْ تـَفـَاصـيلـَنـَا
الصغيــِرَة
فقد كنتَ فــُراتـًا
قبلَ أن أفتقدك
وفي ومضة
صِْرتَ سَرَابــًا
وصَارَ سَرابـــُكَ وحلاً
كثيفـــًا.. كثيفــًا..
2.
إرْحَلْ كما أتيتَ مـِلـحـــًا
إرحَلْ كَمـا انتَهَيْتَ صَريرا
كـــــَفَاكَ وُقُوفـــــًا
عَلَى أعْتــــَاب ِ الذّاكرَة
إرْحَلْ وَدَعـــْنــــــِي
لا..
تُوَّدعــــْنــــِي ..!
مـَا كَانتِ الطُّيــُورُ
لِتُسْجَنَ في أقفاص ِ
الغيـــــِرَة
إرْحَلْ لأبـــْقـــَى
سُنــونــُوَّةً طليقَة
مصيرُهـَا سَمـَاء
حنانُهَا شِتَاء
دَلالُهَا كِبْريَاء
إرْحَلْ لأَتـــــَحـــَرَّرَ
مِن حُــبٍّ
احتَلَّ حُضُوري
كما يحتَلُّ مطرُ حزيران
هـَدْأةَ المــــَســــَاء
ارحَل كما أتيتَ صَغيرا
ارحَل كما انتهيتَ صغيرا
~
قـُطبـَة ً دونَ قـُطبـَة
قُطبة ً دونَ قُطبةِ
أحرّرُ خيطان حُبـَّكَ
كنتُ وحدي
حينَ ارتديتُ
كنزة حُبــــِّكَ
فنخــــَرَ الصقيعُ
عظامــي
وبقيتُ وحدي
قُطبة ً دونَ قُطبةِ
أحرّرُ خيطان حُبـَّكَ
كنتُ وحدي
وكانَ حُلمــًا
ما احتاج سوى
جناحين
كي يُحلّق
وبقيتُ وحدي
قُطبة ً دونَ قُطبةِ
أحرّرُ خيطان حُبـَّكَ
قُطبة ً
دونَ
دونَ
دونْ .....
وأعودُ طفلة ً تـَعْدو
فوقَ السُهول ِ
تـُحـَرّرُ
من قبضَةِ القـَلـْبِ
طائرة َ فـَرح ٍ
خيطانـُها
حكايـــات وحكايـَـات
حُـــبًّا كـــَانَ
عابثـــًا
عابِثــًا
عابــــــِثْ ...!
~
لو كنتَ تقدر على نسياني..!
هل كنتَ تقدرُ على مَحْو آثاري
عن رمال ِالشُـــطْآن ِ !!
تمنيتُكَ قيســًا فوقَ التــُّرابِ
لا في كتابِ أغان ٍ ومعانٍ
تمنيتُ لو أحياكَ عيدًا أزليا
في حواسي
لكنّك شربتَ كأسَكَ الأخيرةَ
نخبَ احتضاري
وأوْدَعـْتَ الذّاكرة بطاقة وداع
عابـــــِرَة
ثمّ أغلقتَ الأبوابَ والنوافِذَ
وأســْدَلــْتَ الستائرَ
لتنسانـــــِي ..!
هل كنتَ تقدرُ على مَحْو آثاري
عن رمال ِالشُـــطْآن ِ !!
رأيتــــُكَ كنارًا
يطيرُ , يُحلّق , ويعودُ ليُغرِّدَ
فوق أحلى أغصانـــِي
أردتـــُكَ فارسًا
يتوه يتوه وهو يلتقطُ جواهري
لـُؤلــؤي ومُرجانـِِي
هل كنتَ تقدرُ على مَحْو آثاري
عن رمال ِالشُـــطْآن ِ !!
أعـــِدُك
أن أنتظرَ عودتــَكَ
دون أن تجفّ أمطارُ حنـــَاني
دون أن تخــفّ نوباتُ هَذيانــي
فقد تمنيتــــُكَ قيســًا
فوقَ التُّراب , لا في كتابِ أغان ٍ ومعانـِي
هل كنتَ تقدرُ على مَحْو آثاري
عن رمال ِالشُـــطْآن ِ !!
~
المــُسَافـِر
أسأل الأشجارَ هل آوَيـتِ طـَيري ؟
تـَهمـِسُ الأشـْجارُ :
آوَيْـــنــَا عَـلــِيــلا
فينـوحُ قلـبـي ,
آه ٍ كــَمْ قــَلبي ثقيـل !!
أسأل الأطيـارَ هل نادَيتِ حـبـِّي ؟
تـَحزَنُ الأطيـارُ :
نـادَينـــَا قــَتــِيلا
فينـوحُ قلـبـي ,
آه ٍ كــَمْ قــَلبي ثقيـل !!
أسأل الأسرارَ هل شـاهَدْتِ قـلبــَهْ ؟
تـَهتـِف الأسـْرارُ : يَهوَاكِ كثـــِيــرًا
فيفوحُ عـِطري ,
ما لهُ في قلبـي بديــــِل
~
بـِكَ انتهيـْـتُ
لم أخبر العصافير
الصغيرة عنـَّا
فالعصافيرُ كانت
تسكـُننـا
وهاجرت
حين نحن هجرنا
هديلــــنــــا ورحلنــــا
فككتَ حبيبــــي
أصفادي
ومنحتنـي هـُويّة الدموع
فككتُ حبيبي أصفاد َكَ
ومنحتـــُكَ حُريــَّة الرجوع
لأنـــّكَ كنتَ وستبقى
صلتي الوحيدة
بالبحار والحقول والشّموع
~
لا تَـعْـتــَـذر
كنتُ لكَ امرأة ً لكلِّ الفُصولْ
كنتَ لي رجلا ً لكـلّ النّسـاءْ
أهدَ يتـُكَ أهـَازيـِجَ الحُقولْ
أهدَ يتـَني وسائـِدَ البكـاءْ
أتيـتـني شتاءً دُونما سـُيـولْ
أتيتكَ شمســًا حنـانُهـَا كبريـاءْ
رأيتني حوريـَّة ً وأعياكَ الفـُضـُولْ
رأيتكَ أمِـيرًا وقتلني الرَّجــَاءْ
وهبتني بوحـًا دونما قـُبـُولْ
وَهبتكَ بحرًا أمواجُهُ عطاءْ
عِِـشــْتُ لـَكَ نــَرْجــِســَة ً
تــَعْـشــَقُ السُّهُولْ
عـِشـْتَ لــِي كروانـًا يَمقـُتُ الدُّعاءْ
~
خـُطـواتٌ عاشـقة
خـُذني للبحر ِواكتُبـني
فوقَ حُبيبات ِ الرَّمل ِ
واحضنـِّي
كما يحضِنُ البحرُ العاشِقُ شمسـًا
ساعة َ المســـَاءْ
خـُذني للحقـل ِِوازرعنـي
في تـُربةٍ ِ حنانكَ
واتركنـي
أنمو شجرة ً أثملـَها هديلُ ألحانـكَ
فـَتـُوْرقُ وتـُثمـرُ أرقـى غنـاء
خـُذ نـي إليكَ فأنـا منَ الآنَ ِ أنتَ
وأنتَ بحري وحقلي وبعضي وكلـِّي
وأنتَ الماءُ وأنتَ الهواء
~
اتِّزَان عَاطِفِيّ
الآنَ جِئتَ تعترفْ
بـعدما كِدتَ تقتـرفْ
خطيئة ََ نسيانــِي ؟!
مدّ ٌ وجزرٌ حبُكَ
وأنَا كنت قد وهبتكَ
كلّ كلّ ألحاني
ما همَّني من فينا ربحَ
ومن خسرَ ورودَ الرَّهان ِ
من حبهُ كـَان خالدًا
ومن كالإنسان ِفانٍ
مدّ ٌ وجزرٌ حبُّكَ
فأنت رجـلٌ يحترفْ
شطرنجَ الأحزان ِ والأشجان ِ
أعتقنـي من ذُلّ عودتكَ
حرِّرني من هذ َيانـِي
ما همني الآنَ سِوَى
استـِعادةِ َموانئي بواخري
واتزانِي
~
عبثـًا تـُحـَاول
عُدتَ لتبعثر
حكايا حبّ تاهَ عنـــّا
يوم غريبين التقينا
وحبيبين افترقنا
فتهنــــــَا
وتاه الحلم عنا
( عبثا تحاول )
عــُدتَ
تتوسلُ العودةَ
لرحم حـــُبّ
تمنيــــنـــــَا
لو أنــــَّه لا زال ينمو
جنينا داخلنــــــَا
( عبثا تحاول )
عُدتَ تــــَستجدي
أن نـــَلــــُمَّ اليومَ
شـــــَمــــْلَ عــَواطــفنـــــَا
( عبثا تحاول )
حتــــّى لو أتيتنــــي
بالرّيح والشّمسْ
وأثمن ِ التيجان ِ
حتـــــّى لو قدَّمــــْتَ لي
غدَكَ , حاضرَكَ , والأمسْ
على طبق ودِّكَ
كمـَا القـُربـَانُ ِ
حتّى لو هزمتَ في طريقِكَ إليَّ
كُلّ كُلّ الفرسان ِ
في كل ميدان ٍ وميدان ِ
ورأيتني حوريـّة
على أجمـل الشـُطآن ِ
( عبثا تحاول )
معَ رحيلِكَ
ما عادَ قلبُنـَا واحدًا
مع غيابِكَ
ما عادَ الواحدُ واحدًا
مع جفاف ِ قلبك
صار الواحد نصفين
نصفٌ لديكَ
ولديّ النصفُ الثّانـِي
~
خمس ُ لوحات ٍ لجنون ِ لحظةٍ
(1)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأشعرُ أنــّي بدأتُ أفقِدُ
بَعـْضَ نَـبـْض ِ إحساسي بكَ
وأنـــَّكَ
تتسربُ منَ الذ ّاكرة
كما الرّمل
فأتورط بالتفكير بكَ
للتكفير عن
غيابِ وشم ِ ملامـِحِكَ
عن جسدِ الحُلم
(2)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأكبــِتُ وَخــْزَ حنينـِي
وأكتبُ جنونَ اللحظة
رموزا هيروغليفيّة
على جناحَيّ سُنونوَةٍ ٍعاشقةٍ
تحملُها إليكَ
وترحلُ
تبحثُ لكَ عن عُنوان
خلفَ الطرقات ِ المستحيلة
والنوافذ ِ المُوْصَدة
وأنتظرُ ..
أخشى أنْ ..
تكونَ قـَدْ ..
أسقــَطــْتَ جنينَ حُبــّي
من رَحـِم ِ العاطفة
(3)
أفـْـتــَقـِدُكَ
ويهزمــُنـــِي ضعفي
وحاجتي إليكَ
لتكونَ لي وَطنـــًا
يُهدينـــــي مَسَاحَاتِِهِ
من جنوبــِها لشمالـِها
ويدًا
تأتينــــي كلَّ غروب ٍ
بعِقــْدِ فــُلّ
(4)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأجتهدُ أنْ
أمحوَ بصماتِكَ
عن خلايا شغفي بــِكَ
فتنبعثُ ذبذباتُ صوتِكَ
من حُضْنٍ ِ الماضي :
" أ ح ِ بُّ كِ "
لـِتــُبـَعـْـثـــِرَنــــِي
" أحـِبـــُّــكِ "
وتُلَمْلِمُنـِي !
(5)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأتأرجحُ هذي اللحظة
ما بينَ لونــَي الفرح ِ والحُزن
أستجديكَ وأدْعـُوكَ :
تعالَ
لتأتي معكَ ألوانُ الطـّيف ِ
تعالَ
لم نَعُدْ أنا وأنتَ
خطــَّين ِ متوازيينْ
نحنُ قلبان تائهان ِ
حولَ محور دائرَة
تعالَ
لستَ حُـلمــًا
أنتَ أكبرُ من كُلّ أحلامي
لستَ لُغتي
أنتَ أكبرُ من كلِّ اللغاتِ
تعالَ
قد تكونُ المسافة ُ شاسعةً
ما بينَ حُلمِنَا والواقع
مع ذلك
ها أنا أ ُمارسُ أولى الخُطُواتِِ
فتعالَ .. تعالَ .. تعالْ
~
يـَا غـَـريـب
يا غريـب :
" ليس من شئ مُرعـــِب
إلاّ ما هو حقيقـــيّ "
فهل أدُلـّكَ على حُلم
هوَى من رأسكَ للرّصيف
فنزفتََ وداعَـكَ الأخيـر
وبدأتَ تحيـَا غـُربة َ منفاكَ
في لحظة
خســرتَ حـُلمــًا
وصِـرْتَ :
تَرى ما يَرى الآخرون
وتسمع ما يسمعون
~
ثــُمَّ ماذا ...؟!
ثــُمَّ ماذا ...؟!
هل أستجديكَ
بجملة أو شبه جملة
أن تمرَّ ببحري
بعدما مررتَ
ولم تـَرَه
فأقفرَ الحـُلمُ
من ثاغ ٍ ومن راغ ٍ
وحلَّ موسمُ البُــكاء
؟!
ثــُمَّ ماذا ...؟!
هل أقـَشــِّرُ قلبي كبـُرتقالة
لأهبــَكَ اللُبَّ
بعدمــا
سقطتْ الأسوارُ
من حول ِ قصرنــا
ففرَّتْ خيولُ أفكاركَ
وأطلَّ وطالَ
موسمُ الجفاء
؟!
ثــُمَّ ماذا ...؟!
أيــُساورُنـــِي نـَدَمٌ
على هجرة ِ طيوركَ
بعدمــَا
لمحتــُكَ حــُلمــًا
وحينَ دنوتُ
راحَ يــَنــــفينـــِي
ويــُفــْنــــِيــــِني
وقد كنتَ لونــــي
وكنتُ لكَ
كلَّ ألوان ِ الرجاء ؟!
~
مساحات ٌ خالية للحـُلم
وضعتُ سلّما من خشب الأحلام على أرض الواقع
فأبصرتُ اثنتيّ عشرة مساحة
تناولتُ حجرَ إرادة
وقذفتــه داخل المساحة الأقرب
فتفجَّرَ الحلم الأقرب
تناولت حجرَ أمل
وقذفته داخل مساحة أبعد
فتفجّر حلم ٌ أكبر
وقذفتُ حجرا حجرا إلى أن أبصرتُكَ أنتَ
أسدًا حلمـًا .. نخيلا باسقـًا
فتناولتُ الحجر الأكبر وراهنت على قلبك
لكنّه ارتدّ إليّ ملطَّخا بوحلِ العبث ِ
كان حلمي أكبـرمنيّ
كان حلمي أكبرمني
~
حـُلم الحـُبّ
عــُمــْرُهُ كــَانَ
قـَصـــيـــــِـــرًا
قصــِيــِرًا
كـــَالشَّمع ِ
ذ َابَ
كالرّمـْـل ِ
تسرّبَ من قبضة ِ
القـــَلــب ِ
كالضبابِ
كالسحابِ
كالبــُخَار ِ
كالليـــل
مع حلول النــّهار ِ
كالنــَّـمْــل ِ
نبشَ حــُفــْرَةَ الفِرَاق
وَغــــــــــــَابَ
غـــــَاب
~
الدّمعة الخامسة
إنسانيّة
العصافيــرُ:
تــُغــَردّ
تـَتــَوَقــَدّ
وَقــَدْ
تتمرَّد
تـُنشِــد
تـُرْغي وقد تـُزْبــِد
لكنها أبـــَدًا
لا تــَكره
~
إنعتــَاق
دونما متى ولا إلى أينَ أســــيرُ
أحملُ كفني على كتفي وأحلـمُ بمزامير
ستعيد تشكيلَ أجنحةٍ بُتِرَتْ وأجنّةٍ أ ُجْهضَتْ
أجتازُ منعطفَ العنف ِ
ولا أتدثّر بمعطف يخفي آثار مسامير الذلّ
أبحثُ عن بحر ٍ نوارس وعيون ولا أرى
سوى باب ٍ يُوصدُ
خلفَ غياب ٍخلفَ اغتراب ٍ وذُبــَابْ
يلعقُ دمّاء تناثرتْ كالرّمل ِعلى دربِ الآلام ِ
خلفَ يبـَاب ِالظـِلّ
الماضي طويلٌ طويل والغدُ بطـِيءٌ لا يجـِيء
وأنــــا أسيرُ وأسيرُ
وأحلمُ بقمر ٍ بعيد ٍ بعيدْ
لا بـُدّ أن يُعيدَ العهدَ والوعدَ
بأنْ آنَ لهذا الحزن العنيدْ أنْ يـَنـْجـَلـِي !
~
إختنــَاق
أمْـلــكُ أمَلا
لكن
لا أملك نافذة ً
أ ُطـِلُّ منـها
عليـه
~
نافذة للأمل
تُورقُ مقبَرَة
فتنبعِثُ قـُبـَّرَة
~
صـِرَ ا ع
يُحاصرُني الحزنُ
فأحاصرُه ُ حتـّى آخر رَمَــق
حقــًا: البقاءُ دومًا للأقوى
~
ازدواجيـّة
التجـأتُ لكفـِّكَ
عـَدوًا خلفَ
قمح ِ حـَنـَان ٍ
فاكتشفتُ أنّها
قادرة ٌ
أيضـًا على الصَّـفع ِ
~
ضــَيـــَاع
مــَرَّ بــِي الأمــَلُ
فأبــْصــَرتـــُهُ
كــَفــيفـــًا
تمـــَامــًا
كـَمـَا فــَرَحــِي
~
ملامحُ حُزن
جاءَ الحزنُ
ليـُربـِّتَ على كتف الفرَح
فوجدهُ مشلولا
~
ذات الحلم
شرفة ٌ واسعة
على شاطئ بعيد
في صباح خريفيّ
أنــــــــا
سنونوة ٌ نحيلة
على شرفة .....
على شاطئ ...
في صباح ..
أنتِ
وكلانـــــا
يبحث عن سماء
~
أحلامُ سـِنْدْريـِلا
لا زالتْ
تمسحُ الغبار َ
وتحلـمُ
أن تتحرّرَ
من نصّ أسطورة
ألا تكون مسحورة
أن يُبصرهَا فارسُها
فيهيمُ شوقــًا لأنــَاهُ
فيما يُشبهُ
الثانيّةَ عشرةَ ليلاً
أو ما يُقارب
~
نَمْـلـَة
هذا الصّباح رَأيته كما نملة
يجــُرُّ قشَّة الظروف وَيوَلول
طَ َ ر ي ق ي عســـِير
طَ َ ر ي ق ي عســـِير
~
خيبة حُلم
ترسمُ للآخر ملامحَ لا تشبهه
لتعشقـَهُ كما تشتهي
وعلى حين غَرَّة
قد يُباغِتـُكَ
بما لستَ تشتهيه ِ
~
سأبكي لأنـّي بَـشـَر
لأني
لم أكن حجرا
حَالفنـِي
البُكاءُ
ولأنــِّي بشرٌ
سأتــذ كــَّر
أتـــنهــَّد
أغــفــر
أفتحُ نـــَافــذة ً
على يوم ٍ آخــَر
لأرَى
امتـــدادَ الأمــَل
وأطير
على بساط من ورق
ليس كسائر
البشر
~
الدّمعة السّادسة
أمَـل ٌ رَمْلِيّ
منذ تـوقدَ حلمُنــا
ونحن نكدّسُ أكياسَ الرّمل ِ
على أبوابهِ والنـَّوافذ
كم منَ الرّمل ِ
بقيَ في صحاري
الـكوْن ..!؟
~
حبيبتــــي:
يناديكِ ِ البحرُ لتكوني حوريتـَهُ
يناديك ِ قلبي لتعيدي له مفاتيحَ حرّيته
~
تآ لف روحي
يعتريني خوفٌ
كعصفور ٍداهمَهُ المطر
كلـّما فاجأني بوحُـكَ:
" سأظلُّ أحبّكِ للأبد
أنتِ الرّوحُ وأنتِ الجسد "
~
حنين مُضاعَف
تزقزقُ البلابلُ على شرفتي
كلمّا غرّدْتَ لي : " حبيبتي حبيبتي "
~
أمـَـل
وَعَـــدْتَ
أنْ تــَمــُرَّ بالقصيدَة
لــِيـــَرفَ المــَدَى
وَعَـــدْتَ
أنْ ترفرفَ
فوقَ براعــِم ِ الحروف
ليطـل َّ النّدى
وعـدتَ وابتعدْتَ
ما زال الهديرُ رهينَ البحر
ما زال الهديل رهينَ الحبر
~
اعترا فات ٌصغيرة
(1)
صوتـُكَ.. خـُبزي اليومـيّ
(2)
لا لون للبحر ِ لولاكَ
(3)
وَحدي.. لكنـَّكَ دومــًا معي
(4)
يورقُ حُبـُّكَ في قلبـي
براعمــًا براعمـــا
فيحتـَار الرّبيعُ
من ابداعـــِكَ
(5)
أكثر ما يشبهنا أنت وأنا
فصلنا الخامس
(6)
تحضُنُنـِي .. فيغارُ البحرُ من أمواجنا
(7)
كتغلغل الماء في اسفنجة
كان اللقاءُ بعد جفاء
(8)
لن أستعيرَ منَ البحر سوَى عُمْقه حينَ أحَـلِّق
~
حـَالات
تـُشـْرقُ
فأتشبـَث بحضوركَ
كما تتشبث طفلة بيد والدها
وسطَ الزِحام
تَغْرُبُ
فأتسمر مكان غيابكَ
كما مصباح مُظلم
في الطّريق العام
~
غِيـَاب
كلّ الأنهار
تقودنـي لبحركَ أنت
كلّ الثمار
تقودني لأشجارك أنت
وأنـت
أيـنَ أنـت !؟
~
قصَّة قصيرة
انـتهتْ
قصتنا القصيرة كما ابتـدأتْ :
بطلان مندفعان إنَـّما دونما حبكة
~
بعد الفِرَا ق
لا أبكيك أبكي
ذُبولَ القصيـــدة
~
العَا طفَة كُرَويّة
إذهـبْ شـرقــًا
سـَأذهبُ غربــًا
لا بُـدّ أن
نلتـقي
~
أوجَاع
نصفُ القلب
صامتٌ
والنصفُ الآخـر
يضجُّ بألف ٍ وألف ِ
احتمـَـالْ :
تــُراكَ ســَـلـَوْتَ
أم أنَّ ميزانَ الحـُبّ
مـَالْ
~
إنتظا ر
كلّ فجر
أرْكلُ دواليبَ القلق ِ
وأرددُّ :" اليوم نلتقي "
وكلّ مساء
تنبح ُ فساتينــي
المَرصُوصَة ُ بصمت ٍ
على رفوف ِ الأرق:
" غــَدًا يوم آخــر "
~
خـَريـف
أخــَافُ
لو طال غيابُكَ
أن يتوقفَ البنفسجُ
عن النـموّ داخلي
فتهاجر حروفي
نقاطي والفواصلْ
~
غـيـَـا ب
عندما غبتَ دونما وداع
أدركتُ أنّكَ لن تكونَ
شهيدَ قلبي
بل شهيدَ القصيدة
~
للحُلم بقيـّة
ما زلنـَا
في المَشهَد الأوّل
من الحُلم
لماذا أطفأتَ الأنوارَ
وهجرتَ النصَّ
المُتــَوقـَع ؟!
قـُلْ لي أينَ المـفرّ الآن
من سِيـَاط
المُشَاهدين ؟!
~
خـُطـُوا ت
خطواتـــُكَ الرّاحلة
وصــْمـــَة ُ وَجـــَع ٍ
فوقَ رمـــَال ِ العاطفـــة
لم تبعثرها إلاّ خطواتـُكَ العائدة
~
أينَ المفـَرّ ؟
إلى متى
تدفن شوقـَكَ في الرّمال
وتهرب من حنينـي
أما عَلمـْتَ بَعد
أنّ كلّ الطرق ستؤدي بكَ إليّ
~
انتمَاء
قدرُكَ أن تكونَ مبتدأ
وقدري أن أكونَ لكَ خبرًا
وقدرُنـََا
ألا ّ نكون َ يومًا معًا
في جملة ٍ مفيدة
~
حَنَا ن
كلّما تلقفتََ يدي بين يديكَ
يباغتني
دفءُ حنانــِكَ
كما تباغتُ الحرارة ُ
رغيفَ خبـز ٍ
فينمو وينمو
ولا يغادر التَنُورَ
إلا طازجًا شهيًا
~
هَا جِس
أحيانا
تنتابني رغبة
في فتح نافذة
تطلّّّ على قلبك
لأقرأ نبضك
ودومـًا لا أجد المفتاح
~
بورتريه
حين تضعُ تضاريسَ
وجهي
بالرَّصاص ِ
على الورق
إيَّاكَ من عينيَّ
آه ٍ ..
كم أخشَى عليكَ
منَ الغَرق
~
لوعة
آه ٍ كم قلبــُكَ كبير
إنـــَّهُ يتــَّســِع
لحبّ كُلِّ نساء الكون ِ !!
~
أسطـُورَة
قلبي مغارة ٌ مـُوصدة
وقف خلفها
أربعون فارسًا وفارسًا
على مدى الأحلام
تـَاهوا
وما استطاعوا
إلى اقتحامها سبيلا
وحدكَ يا ...
همستَ : " يا ...... "
فسقطتْ أبوابُها ودخلتَ
لتغتنمَ كنوز عاطفة
ادّخرتُها لكَ دهرًا
~
غيــَاب
لا شئ
يُعوّضُنِي عن غيابكَ
المـُزمِن
سِوى صرخة :
" أكرهـــُـــــكَ "
فالحـُبّ .. بالحـُبّ
والكـُرْهُ .. بالكـُرْه
والبادي أظـْلـَمْ
وأنتَ ابتدأتَ ..
وإلاّ ..
لَمَا اتسعتْ رُقعـَة ُ
غيابـــــــــــــِكَ
وأثمَرتْ
نملا ً في الرّوح
~
نبضَـة عـَذاب
أفتقدُكَ ويقهرُني غيابكَ
كما يقهر روتين الفروض المدرسيّة
التلاميذ َ
فقط قـــُــلها :
" أنتِ لستِ فـرضا مدرسـيـا "
~
وثيقة نَعـِي
منذ اقترفتََ الفراق
كـَتبَ الفرحُ اسمهُ الثلاثـي
على جِدَار
وأعلنَ ساعة َ ومكانَ
وفاتـِه ِ
~
ملامح الفرا ق
أيــــَا غـُراب
فلتـــَشهَـــدْ :
مِنْ عُمق ِ الغيـم ِأتـَى
ولعـُقم ِ الغيب ِمَضـَى
~
نملُ الألم
رحلتَ ولم تَرحَلْ
لا عزاءَ لعين ٍ
ما انفكـَّتْ تذرفُ الألمَ
نملة .. نملة
~
دوّامة الرَّحيل
كلّ شئ
يُــولدُ ومضـًا
ثمّ يكبـُر
إلا حـُلمنــَا
جاءَ بحجم الشّمس
ها أنتَ
وحيدًا وحيدًا
تمضي
وسطَ الزِحام
في طريق ٍ مسدود
إلاّ من دمع ٍ
يُتقنُ الهُطولَ
إلى العُمْق
حيثُ الشّمعة الأخيِرَة
وها أنتَ
تمضي بلا رماد
وحيدًا وحيدًا
وسطَ زحام
الذ ّكريـــَات
في لحظة انكسار
وها أنا
أنتظرُ خُطواتِ غُربتي
وحيدة وحيدة
في دوَّامة من ضباب
الانتظار
أنظرُ ولا أراكَ
إلا نبضًا في عروق ِ
القلب
وها أنا
أدورُ حولَ نار ِغيابـِكَ
وأحتــَرقُ شوقــًا
وأحتـــَرفُ ألمــًا
وها أنا
ها أنتَ
ندوسُ حُلمــًاعتيقــًا
بحجم السماء
ندوسُ حُلمــًاعريقــًا
بحجم السماء
~
غـِيـَا ب
ها هو سِروَالـُكَ الأسوَد
المُعَلَّق منذ ُ أواخِر
تشريـن
على المشّجَب
يستَغـْفِلُ انتظاري
ويَشِي غِيَابَكَ لهَدأة ِ المساء
وها أنَا أهرعُ إليهِ
أرتديـهِ
لأشجِبَ عَبَرات ٍ بيضاءَ
تقهقرتْ إلى مَآقِي العِشق
~
ما جدوى أن ..؟!
ما جدوى أن
تدورَ حولَ نــــَاري
كما الفــَراشة
وأنتَ تولول
بكل حروف الأبجديّة
وبفيض من ودّ
أنــّي شهرزاد
وأنـــّي ليلى
وولادَّة
بعدَ أنْ
تكونَ قد
لوّ ثــْتَ ذات الفم
بألف وألفِ أحمر
شفاه ... !
~
الدّمعة السّــابعة
(1)
أوّلُ الوجع ِ
دمعة
(2)
شمعة واحدة
هزمتْ ثلجَ الوَحـْدَة
فأبصرتـــُكَ هناك
وأفتقدتـــُكَ هنا
(3)
تبــّـَا لكَ
استيقظ من أحلامــِكَ
حــُلــُمي بكَ
على وشكِ الانفجار
(4)
في غمرةِ انبهاري بكَ
نفذتْ صلاحية الحلم
(5)
غرقتُ
غرقـــــتُ
غرقـــــتُ بــــكَ
المحيطُ لا يُعيدُ الغَرقى
أتوسل إليك ألا ّ تـُعــِيــدَني
(6)
كلـّما حاولتُ
أن أ ُفـلـِتَ من قبضة ِالشوق ِ
أقعُ قـُربَ قلبكَ
ما من ثمرة تقعُ بعيدًا عن الشجرة
(7)
كُلـَّما ازددتُ عـِشقـًا
كبـُرَت أحلامـي
(8)
تكفيني
قمـّة واحدة
كي أقفزَ في البحر
لأتــدفــقَ
منـــّي إليــكَ
(9)
تكفيني
يدٌ واحدة
كي نصفّقَ
معـًا
(10)
لتعرفَ مَنْ أنــَا
عليكَ أنْ تكونَ
حيثُ أكونْ
(11)
أتيتـَنـــِي متشرِّدًا
يوّدُ لو يركبُ أمواجَ
حنـَانــِي
يوّدُ لو
يَثْملُ من هذيَانـِي
لا أنا ولا أنـت
نملكُ
مفاتيحَ الأمانِي
(12)
تقولُ خـَدَعـْتــُكَ حينَ
هـَجـَرتــُكَ
دُونمـا وَدَاع ..؟!
أمـــَا أوْدَعــْتَ قَلبـِي
ثلاجــَةَ الذّاكرَة
إلى أن جـَفَّ شَوقـِي
واحتـــَرَقَ كالوَرَق ْ
فرحلتُ وكانَ الضياعْ !؟
(13)
مشيتُ إليكَ
كــَمــَنْ يمشــِي إلى شمعة
أخشـــَى
أن تسبقـَنــِي الرّيحُ
إلى اشتعالِكَ
(14)
لا جديدَ تحتَ شمس ِ القلبِ
سِوَى أنــِّي:
كلـّمــا غـِبــْتَ
أخشَى أن يَغفُو نبضُكَ
في كَهفِ النسيانْ
فإذا دَاهمنــِي ضَيـَاع ٌ
انتـَبهـْتَ بعدَ فوَاتِ الأوَانْ
(15)
تخيلتك أميرًا على ورق
أكتبك وأشطبك
أعشقك وأهجرك
فأين ومتى وكيف
تحرَّرْتَ من قمقم خيالي
لتهتف : " لبـّيكِ مولاتــــي !!"
(16)
إنْ تأتـــِي
تعالَ وَطنــًا
يـُلغي حقَائبَ سـَفري
هل تأتـِي ..!؟
أم أنـَّكَ تعشقُ
أنْ تبـقى كروانـًا مهاجرًا
عن دعاءِ شجري ...!؟
(17)
تبّا لهذا الدّمع كيف استحالَ عذبا
(18)
لمن تقرع الأجراس
إن لم تكن أنتَ حبيبـي؟
(19)
أجمل لقاء
ما اخضرّ
على حين ِغـَرّة
(20)
أقسى فراق
ما انـْفـَتـَـ .. قَ
على حيـن ِ غِيــِرَة
(21)
في طريقكَ إلى قلبي
لا بُدّ لكَ من واق ٍللشّوق
(22)
لا مكان للملائكة
على وجه الأرض
(23)
مــَرَّة , قـَرَّرَ :
أن يفرَّ من أفكارهِ
فتـعثـَّرَ بحُلم
(24)
هي كلّ الورود
وهو ملسوعٌ بعمى الألوان
(25)
هو لـَئـقٌ وأنا مَـئـِقَة
مع ذلك يتبعني
خطوةً خطوة
ويدّعي أنـّه: ظـِلـّي
(26)
كــَفاكَ عويلا
على حلم ٍمٍَســْكـُوب
كـَفـْكـفْ دَمعـَكَ
واكتـُبنـي:
الحبـرُ أبقـَى
مِن الحُـــبّ
بصمة أخيرة
يبقى النصّ
بريئًا
من قارئــِـهِ
حتــّى
تـَثـْـبُت
إدانتـــُهُ
بألــَم :
ريتــــا عودة
2003-11-11
ريتــا عــودة
* شاعرة وقاصّة فلسطينيّة , من مواليد النـّاصرة , 1960
* حاصلة على شهادة اللقب الأول في اللغة
الانجليزية والأدب المقارن
* صدر لها :
- ثورة على الصمت (قصائد نثرية) 1994
- مرايا الوهم (قصائد نثرية) 1998
- يوميات غجرية عاشقة (ومضات شعريـّة) 2001
- ومن لا يعرف ريتا (ومضات شعريـّة) 2003
* كتب عن تجربتها الشعرية بعض النقاد ومنهم د.
رشيد يحياوي.. استاذ جامعي في أكادير المغرب .
* يقوم المحاضر في الأدب المقارن د. عبد الرحيم مراشدة
بتدريس نصوصها في جامعة اربد , عمان
*عنوانها : ص.ب. 10752 الناصرة 16000
كلمات لا ترقى إلى سويّة ما قرأت
روح حائرة تعيش خارج أقانيم الزمن الآني.. تحلّق في آفاق تبدو قصية ليس لها نهاية.. لا تدرك وأنت تقرأ بنهم ما الذي يجري.. لكنّك تقرأ دون توقّف فتحسّها كلمات ساحرة، حالمة، عاقلة، مجنونة، لكنها نبض حياة في صدر شاعر..
تدركك أمنية فتتمنى دون أن تقول لو أنك ذلك الأمل..
عندما لا تمتهن اللغة..! تتصيّد الكلمات فراشات البوح.. تصيّرها نغمات على أوتار ذهبية، تقترب من تراتيل الشعر..
تكاد تطلق من صدرك آهة دون أن تلمس مسامعك قافية رتيبة ولا بحر شعر منتظم . تتساءل: ما هو هذا الجميل.. شعراً؟ نثراًً؟ لوحة؟ مقطوعة موسيقية.؟ أسئلة تتلاحق وأنت تركض وراء الكلمات.. فهل تدرك إجابة..؟ تعلن ريتا عودة .. هي أمواج دمعيّة ..!
لا أجد تسمية أخرى لهذا الذي قرأت غير أنه نوع جميل في جنس الشعر. أمسكتني دهشة الجملة ورهافتها وأوصلتني إلى الفهم الرشيق . فهل أجرؤ وأسمي ريتا عودة رائدة هذا النوع..؟
علّك بعد أن تقرأ تشاطرني الرأي ..!
عـدنان كنفانــي
المرأة ومرايا الكتابة
ديوان: مرايا الوهم
عرض :الناقد رشيد يحياوي ـ المغرب
"المرأة ومرايا الكتابة "
يمثل ديوان "مرايا الوهم" للشاعرة الفلسطينية ريتا عودة مرحلة انتقال في التجربة الشعرية لصاحبته. لأنه ـ في تقديرنا ـ بمثابة رحم لغوية يتخلق فيها منزعان شعريان، منزع العفوية ومنزع البحث. في منزع العفوية يطالعنا الديوان بنصوص طافحة بترانيم المكابدات الشخصية وألق المعجم الطبيعي في أبعاده الرومنسية الحالمة، مع تنويعات لتذويت المعيش اليومي الشخصي. أما في منزع البحث، فيطالعنا الديوان بنصوص اكثر حرصا على تشغيل لغة المساءلة والتكثيف الشعري مع الميل إلى قصائد في صيغة ومضات أو لقطات مشعة.
ويمكن القول بأن المنزع العفوي التلقائي في الديوان ألقى بظلاله على عدد من نصوصه بحيث ظلت في حاجة إلى مزيد من البحث اللغوي والإغناء المعجمي ومجانبة المصاحبات التركيبية المألوفة كما في نصها "كلمة" :
" في البدء
كانت "كلمة"
اقتحمت نوافذ وجودي
كما الإعصار
وفكت أزرار مشاعري
دونما اعتذار
أيقظت نوارس أفكاري
فانطلقت تغرد
خلف أسوار جسدي
كصفارة إنذار" (ص 46)
إن العلاقة بين الذات وبين الكلمة في هذه القصيدة تمثل في حد ذاتها لحظة شعرية قصدت منها الشاعرة التعبير عن حالة الاحتراق التي مارستها الكلمة على الذات بأن نقلتها من وضع الصمت والانغلاق، إلى وضع التعبير والانفتاح. واستعانت في ذلك بالتركيب بين مرجعية "العهد القديم"، وخطاب الجسد، وتجربة الكتابة. لكن الأداء الشعري لتلك اللحظة لم يحقق المقاصد الشعرية منها، سوى ألق البناء المحكم الذي تتصادى فيه بداية النص مع نهايته. وعبارات مثل : (اقتحام النوافذ ـ فك الأزرار ـ أسوار الجسد)، لم تخلق انزياحات قوية على مستوى الدلالة شأنها في ذلك شأن تشبيه التغريد بصفارة الإنذار.
إن ريتا عودة شاعرة مهووسة برؤية يلتقي فيها الذاتي بالجمعي. فبقدر ما تكتب عن تجربة الذات، تراها مهتمة أيضا بقضايا اجتماعية كالحرية والعدالة وحقوق المرأة، وخاصة منها قضية المرأة الكاتبة وما تطمح إليه من تعبير عن أعماقها وأغوارها الدفينة ومعاناة دون قيود تكبلها وتكبح لذة بوحها الشعري. ولذلك نجدها متأرجحة أحيانا بين قصيدة الفكرة وقصيدة الحالة الشعرية، محاولة إيجاد توازن بينهما، فتصل إلى ذلك التوازن حينا، فيما تكون الغلبة حينا آخر لجموح الموقف الفكري وسيطرته، كما في نصها "إلى جانب كل رجل عظيم امرأة"، حيث تطغى الفكرة على التعبير الشعري:
" وراء كل رجل عظيم
امرأة عظيمة…؟ ! أعظم…؟ !
أم صدى صوت وظل صورة…؟ !
ومرايا الدونية
لا تزول ولا تفنى.. ! !
إلى جـــَانب كلّ
كيان عظيم
كيان عظيمة أخرى
وآبار المساندة
لا تجفّ ولا تبلى" (ص 57)
أو كما في نصها "الرجل والقبيلة"، حيث تكتب الشاعرة عن علاقة الذات المتكلمة بالرجل، متطرقة لتضحية المرأة في سبيل الحب وإن واجهت تحفظات المجتمع. لكن هذه الحالة الشعرية ظلت خاضعة للتعليل المنطقي والرصد المباشر:
عندما اخترتك
لتكون تاج كرامتي
لم تؤرقني سهامُ القبيلة
ولا الألسن الصفراء الكثيرة
لم تشغلني
بطاقةُ ديانتك
ولا بقايا ديونك
فقد أحببتكَ
"كيانا"
ولا زلت..!
وفي نصوص أخرى مماثلة تشيع عبارات مسكوكة ومجازات مترسخة في لغة اليومي مثل : (الألسن الصفراء ـ خيوط العناكب ـ صفارة إنذار ـ سهام القبيلة ـ دائرة القلق ـ عش أفكار ـ سحب التردد…). غير أن طبيعة هذه اللغة ونمط اختياراتها قد يكونان هما السمة التي تميز تجربة ريتا عودة في هذه المجموعة، من حيث سعيها لاستعارة لغة لصيقة باليومي، ومطعمة بمفردات المعجم الطبيعي، مع قابليتها لرصد تقلبات التجربة الذاتية وموقفها من الواقع.
ولربما يصح ـ إذا تجنبنا أحكام القيمة ـ أن نقول بأن ميل ريتا عودة لاستعارة الواقعي للذاتي، هو ما يميز تجربتها الشعرية. أي أنها تلبس الذاتي معطيات ومرجعيات الواقعي، كما في نصها "لافتات وجودي". إذ تقول فيه :
"ضبطتك
تسترق خلسة
تذاكر الدخول
إلى…
جنة مشاعري
فأعلنت عليك الخلود
داخل…
أعشاش أشعاري" (ص 9)
فهذا نص ينبني على معطى واقعي هو سرقة تذكرة الدخول. لكن الشاعرة تستعير تلك الواقعة، فتقوم بتذويتها ونقلها إلى تجربة الذات العاطفية. ونصها "إشارة مرور" مثال آخر لما ذكرناه. تقول فيه :
" بيني وبينك
بضع إشارات مرور
كلما أوقفتني إشارة حمراء
تضيء أمام عينيك
شارة خضراء
فتسير..وتسير
وتتسع..بيننا
دوامة المسافة" (ص 22).
تواجهنا في هذا النص واقعة مرور السيارات في تقاطع الطرق المدينية بمعجمها ومصطلحاتها مثل : (إشارات، مرور، شارة حمراء، تضيء، شارة خضراء…)، لكن النص يبتعد بها عن فضائها الأصلي، ويرحل بها إلى فضاء آخر هو المحكي الذاتي. وكذلك الأمر في نصها "انتفاضة عاطفية":
طفلٌ
يعشقُ حجرًا
يطردُ محتلاً
أما مِنْ حجر ٍ
يعشقُ يدي
ليطردَ حبّكَ الذي
احتلَّ عاصمة مشاعري
واستعمرَ خارطة َ
أشعاري
. ففيه يستعار مشهد رشق الأطفال لعدوهم المحتل بالحجارة، إلى مشهد ذاتي، ترغب فيه المتكلمة النصية في التخلص من المحتل العاطفي برشقه بالحجارة أيضا.
إن صيغة تذويت المرجع الواقعي، تنسحب أيضا على تذويت المرجع النصي بوصفه رافدا آخر من روافد اللغة النصية في المجموعة. ويتمثل التذويت الأخير في شقين؛ يتعلق الأول بالمرجع النصي التوارتي كما في نصيها "مدخل":
أسيرُ
حول اللغة
مرّة ومرّة
فتسقط أسوار الكلمة
وأبتدئ رحلتي
عبر فيض النّور
و "الوصايا العشر":
لا
تكسر الوصايا العشر
المنقوشة
على أبوابِ قلبينا
لئلا
نرتديَ أقمشةَ اللعنة
فتتوارثها الأجيال
ويتعلق الثاني بالمرجع النصي النحوي، إذ تنزاح به الشاعرة عن مفهومه الأصلي، لتسكنه في الذات، ببوح مشاعرها وتطلع أحلامها، كما في نصها "علاقة المبني والمعرب".
" اكتشفت
أن، بحر مشاعرك
معرب..
فتمنيت..
لو لم تكن
علامة بنائي أنا
السكون" (ص 25).
أو نصّ "صرخة إعراب":
الى متى
يظلّ الإنسانُ الصادقُ
ضميرا مستترا
وتظلّ الأقزام
المشبّهة بالأفعال
تنصب وترفع
ما تشاء
!! .. متى تشاء (صـ24)
إن كل ما ذكرناه عن أفعال التذويت، يرتد في الأصل لهاجس مركزي مسيطر على الشاعرة في مجموعتها "مرايا الوهم"، هو هاجس الكتابة وتجربة الذات وكلمتها التقديمية للديوان دليل على ذلك. لأنها تضيء نقطتين عرضنا لهما. أقصد الخاصية الشكلية للديوان، من جهة صوغه التعبيري، والخاصية الموضوعاتية، من جهة طغيان هاجس الكتابة وتجربة الذات ـ المرأة فيها. تقول في كلمتها التي جاءت تحت عنوان "همسة من على سرير الولادة" مايأتي : "قررت..تحرير مولودي الثاني بعد طفلي البكر "ثورة على الصمت" من كل القيود التقليدية المتداولة. وكما تسمي الأم الحنون الذكية مولودها وتتقبله بفرحة سواء كان ذكرا أم أنثى، مريضا، عاقلا، مشوها، أو معافى…أسميه بفرحة لحظة الخلق والولادة : بطاقات أدبية".
اختارت الشاعرة إذن عنوانا فرعيا لمجموعتها هذه هو "بطاقات أدبية" واضعة القارئ بذلك أمام عنوانين، عنوان داخلي وآخر على ظهر الغلاف. ولربما دل ذلك على تأرجحها بين اختيار أحد العنوانين ليكون رئيسا للمجموعة. وهي في كل الحالات لم تؤشر إلى وضع عملها ضمن خانة الشعر، ماعدا إشارة سريعة وردت في آخر العمل، نبهت فيها إلى أن "بعض قصائد هذه المجموعة" نشر في صحيفة "الاتحاد".
إن العنوان الداخلي الفرعي أي "بطاقات أدبية" يفيد القارئ في تحديد سمتين إضافيتين للمجموعة. أولاهما، أن نعتها ب "أدبية" دون "شعرية"، يفصح عن رغبة الشاعرة في كتابة نصوص أدبية بالمعنى الواسع لا شعرية حصريا. ولعلها لهذا السبب انفتحت على رصد مشاهد وقضايا من صميم اليومي والمعيش وإن صاغتها أسلوبيا بما يعزز هيمنة الحضور الذاتي ورؤيته لذلك.
ثانيا، أن كلمة "بطاقات" تفيد ضربا من الكتابة الرسائلية ذات الرسم الصُوَرِي والالتقاط المشهدي. حيث انعكست بنية الصورة المشهدية المعبرة عن حالة جزئية محددة موجهة في شكل بطاقة رسائلية، على لغتها النصية، فوردت في أغلب النصوص موجهة ببنية خِطابية تمارس فعل تلفظها ذات أنثوية، وتمارس فعل تلقيها ضمنيا، ذات مرسل إليها هي المخاطب الرجل. ونصها "عودة الروح" مثال لغيره في هذا المنحى، إذ تقول فيه :
" فجأة
وجدتك
تخترق كالنور
جميع مسافاتي
تلتصق كالظل
بخطواتي" (ص 72)
تمثل الكلمة التقديمية مدخلا أفصحت فيه الشاعرة عن وجهة نظرها في مجموعتها من جهة إطارها الشكلي وحده، بل ومن جهة إطارها الموضوعاتي المتمثل ـ كما ذكرنا ـ في هاجس العلاقة بين الكتابة وتجربة الذات. والملاحظ أن هذا الهاجس حضر بجلاء في لغة الكلمة التقديمية نفسها، إذ عبرت الشاعرة عن علاقة الأمومة التي جمعتها بنصوصها، مستعيرة لذلك معجما معمدا بلغة "الولادة" و"الأمومة"، مثل :
(سرير الولادة، تحرير مولودي، طفلي البكر، الأم الحنون، مولودها، الخلق والولادة…)
وتأسيسها على هذا المعجم عبرت الشاعرة / الأم عن مدى تعلقها بنصوصها وحنوها عليها حتى وإن شابت تلك النصوص أمراض أو مظاهر "إعاقة" تعبيرية في هذا الحال. وعلاقة كهذه، تؤدي إلى الانغماس الكلي للذات في موضوعها وتماهيها معه، مما قد يصعب عليها تقبل الرأي الآخر الذي قد يختلف معها في تقويم أطفالها النصيين.
ونحن نرى أن النص ليس ابنا مرضيا عنه بالضرورة، فقد يكون طفلا "عاقا" يتنكر لوالدته بمجرد خروجه من رحمها اللغوية. إنه ليس ابنا لها وحدها، بحيث تحدد له من ذاته الشعرية رحما واحدة، فهو أيضا، ابن لكل الأرحام المتناسلة في ذاكرتها القرائية. ولعله أحوج للتأديب منه إلى الحنان، مادام مشاكسا لمبدعه ولقارئه معا. إنه كأي كائن خارق للعادة، ينهض من الرحم متعلما للحظته، حركات الكلام والمشي والمراوغة.
إن هاجس العلاقة بين محورين متقاطعين، أولهما هاجس العلاقة بين الذات الشاعرة نفسها وبين لغتها، كما عبر عن ذلك نصها "مدخل"، وهو أول نصوص المجموعة. استوحت الشاعرة في هذا النص محكي "العهد القديم"، فصاغت علاقتها بالكلمة في شكل حصار لها، أرادت منه اقتحام قلعة الكلمة لأجل التسلح بفيض نورها نحو رحلة طويلة من رحلات الخلق والإبداع. لقد تلقت الشاعرة هذا المحكي تلقيا جرده من إحالاته السلبية. ولعل فعلها التناصي كان يتطلب تلقيا نقديا أكثر حفرا في جروح الذاكرة الجمعية. وفي المجموعة نصوص أخرى حضر فيها أيضا هاجس الكتابة، مثل نصوصها : "ميلاد من رحم اللغة":
أتمنى
لو نولد أنا وأنت
من رحم اللغة
لنشعلَ فتيلة الحروف
فتتناثر كالعناقيدْ
في فضاء الكتابة
ويكونُ العيدْ
و "حروف الأبجدية"
نثرتَ
في أتلام ِ أفكاري
بذورًا...
بذورًا...
وبعدَ المطر
نـَمَتْ في أوراقي
أشجارٌ
مِنَ الصُّوَرِ
الشعريّة
و"ومضات خافتة".
ومضاتٌ خافتة
تطقطقُ على
أبواب الأبجديّة
تذيبُ الثلجَ
تنثرُ
البذورَ
في
تــُربةِ
الكتابة
أما المحور الثاني فيتعلق بـ "قضية امرأة"، حيث تطالعنا نصوص طغى عليها هذا الموضوع، ومنها نصها "مرايا الوهم" الذي حمل الديوان عنوانه:
أما آنَ لي أن
احرّرَ من قارورة العطر
... جسدي
أحرّر من توابيت القبيلةِ
... وجعي
أحرّر من مشنقة الغبَن
... عُنُقي
ومن مرايا الوهم
... وجهي
لأبحثَ عن صوتي
في ثرثرة النّوارس
لأمواج البحر
وأرسم بطاقة كِياني
في وشوشة الورق
لأمواج الحبر ..!!
. ففي هذا النص تبرز تيمة الدعوة للتحرر من الصورة التقليدية للمرأة، سواء أكانت هذه الصورة متمثلة في النسوية النرجسية التي ترهن المرأة فيها نفسها بزينتها وفتتنها، وهو ما رمزت له الشاعرة بـ "قارورة العطر"، أو كانت صورة المرأة، رهينة العادات والتقاليد البالية، غير المعترف بحقوقها، وهو ما عبرت عنه الشاعرة بـ "توابيت القبيلة". وأما البديل المقترح من طرف النص، فهو بحث الذات عن الانعتاق لأجل إثباتها هوية جديدة، أقرب ملاجئها، هو معانقة فضاء الطبيعة الرحب، والاندماج في عالم الكتابة. ولم يشذ التصميم الخارجي للمجموعة عن هذا المنحى، بل تطابق معه وأكد عليه ليكون له بذلك أثر في تلقي الكتاب. هكذا نرى حوارا في التلقي بين عنوان الديوان وبين المقطع المثبت على ظهر الغلاف مع أن الأخير مقتطع من نص آخر هو نص "إليك في القرن العشرين". بَيْدَ أن بين نصي "مرايا الوهم" ونص "إليك في القرن العشرين" اكثر من تماثل وتشاكل، أبرزه التعبير عن رغبة الأنا في اكتشاف ذاته وحمله بالتخلص من مظاهر الوهم والإقصاء اللذين يعاني منهما وهو يعيش مفارقة وجود ذاتين في جسد واحد، ذات المرأة الشاعرة الواعية، وذات المرأة التقليدية المكبلة المهمشة :
" حلمي الأكبر
أن تنتشل من آبار الزمن
رواسب الفوقية
وتتحسس براعم البراءة
على أغصان البرتقال
والزيتون
في بيارات وجودي
الخفية "
يتوجه هذا المقطع من ظهر غلاف المجموعة، بنبرة نزارية لرجل القرن العشرين، المفترض فيه وعيه بحقوق المرأة الذاتية والاجتماعية، وهو لا يخلو من حوار يستوحي عنوان الديوان. حيث يتحول "الحلم" إلى فعل خاضع لجدل الوهمي والواقعي.
أما صورة الغلاف ذاتها، فجاءت بمثابة تكثيف لهذه الموضوعات، إذ استغل صاحب الرسم مرجعية البوابة والشرفة ليضع للمرأة صورة يحضر فيها الجسد بأغواره ونداءاته، كما تحضر فيها قيم التطلع والحلم، ومظاهر السجن والاستعباد، ويتمثل كل ذلك فيما ترمز إليه المقابلة بين العين المفتوحة الجريئة، والمفتاح الكبير المعلق بشكل عمودي مكتسحا ثلثي علو البوابة من خارجها. وتتقبل هذه الصورة قراءات متعددة ضمنها التأويلات السياسية والاجتماعية والأيروسية.
ويمكن القول بأن تيمة التحرر والانعتاق من النظرة التقليدية للمرأة لذاتها، ومن صورة المحافظة التي يكونها عنها المجتمع، هي التيمة المهيمنة في المجموعة. فالصورة المقدمة للمرأة هي تلك التي تسعى فيها لتثبت جدارتها بحقها الإنساني في هوية تبنيها لنفسها بالكتابة خاصة، كما هو الأمر في نصوص : "امرأة أخرى"، و"ما وراء القضبان" و"إلى جانب كل رجل عظيم امرأة"، و"جسد بلا سلاسل". وعناوين كهذه دالة على ما تضمنته نصوصها من مواقف شعرية ودعوات للانعتاق من أسر الغلال التي تكبل الذات الشاعرة، الذات الأنثى. وهذا المقطع من "امرأة أخرى" مثال لما قصدناه. وهو موجه لنزار قباني. تقول فيه :
" أيا شاعر النساء
في عصر الظلمة
ألم تعلم بعد
أني أنا
أنا استثناء القاعدة " (ص 54).
غير أن نصا مفعما بالتحدي كهذا، تقابله في المجموعة نصوص أخرى تتشاكل معه في الهاجس نفسه، لكنها مفعمة بالمعاناة والمكابدة. وسواء تعلق الأمر بنصوصها المعبرة عن المواجهة والتحدي والتصدي للقيم المحافظة، أم بنصوصها الطافحة بأحاسيس الألم والمرارة، فإن الإطار العام لنصوصها، يظل من ناحية الخطاب، مرتبطا ببنية خِطابية عامة يهيمن فيها ضميرا المتكلم والمخاطب المفردين. إذ يفصح ضمير المتكلم المفرد عن الذات الأنثوية بهمومها الذاتية والجمعية، ويفصح ضمير المخاطب المفرد عن ذات الرجل، إما بوصفه ملاذا لأحلام وانكسارات الذات الأنثوية، أو بوصفه ممثلا لقيم وعادات وأخلاق سلبية معاكسة وصادمة لرغبة الذات في التطلع لقيم جديدة. لذلك لاحظنا أنه حتى بعض النصوص التي حفلت بالمرجعية الواقعية، لم تخرج في جلها عن هذا المنحى، بحيث انخرطت في البنية الخِطابية نفسها مع تمفصلات لحقول نصية ومعجمية يتقدمها الطبيعي والمعيش اليومي والثقافي اللغوي والديني.
ومع أن بعض نصوص المجموعة لم يخل من تقريرية وتمطيط، فإن نصوصا أخرى جاءت قوية الإحكام من حيث التماسك وتراسل الأسطر الشعرية، كما في نصها "إليك…في القرن العشرين" الذي يظهر أن إعجاب الشاعرة به واقتناعها بتمثيلية للمجموعة، دفعاها إلى تثبيت مقاطع منه على ظهر الغلاف.
وفضلا عن هذا النص، وردت نصوص من مجموعتها في شكل ومضات مكثفة راصدة لحالة مركزة، مستجيبة لصيغة البطاقة الشعرية الترسلية، ولصيغة البطاقة الشعرية القريبة من نموذج اليوميات. كنصها "محاولة" وفيه تقول :
" مازلت أحاول
ترميم مرافئي
التي تصدعت
حين اصطدم مركبك
سهوا..
بواقعي". (ص 20).
فهذا النص صيغ في شكل شذرة قصيرة قائمة بذاتها. لأنها تلتقط لحظة وحالة معينتين، اقتنصتهما الشاعرة من انفلات اللغة واستعصائها دون إغراق في الجمل التعليلية والتفسيرية. وكذلك شأن نصوصها : "ومضات خافتة" و"ثقة متبادلة":
ثقتك
بي
كالخطِ
الأبيض
تمتدُّ
على
طريقِ
طموحي..!
و"حبٌّ جديد":
تعلقُ على أغصاني
قناديلَ العيد
وتتوجُ وجودي
بنجمة
فيبتدئ:
"حبٌّ جديد"
. قد تكون هذه العناوين في حاجة لمراجعة وصياغة أكثر إثارة للمتلقي وجذبا له وتحريكا لخياله، لكن النصوص في حد ذاتها لم تخل من عناصر مثيرة للدهشة الشعرية والمتعة الجمالية. إنها في حد ذاتها مبشرة بمقدم شاعرة مضمخة بعبير أرض "الناصرة" الفلسطينية الحبيبة، معمدة بمياهها السرية، مجبولة من آلامها وآمالها.
_______ ____ ________
ديوان: مرايا الوهم، 1998
اصدار المدرسة الثانويّة البلديّة في الناصرة
سيرة ذاتية
ريتا عودة
شاعرة وقاصّة ومترجمة
من مواليد النـّاصرة
29-9-1960
* حاصلة على شهادة اللقب الأول في اللغة الانجليزية والأدب المقارن.
* تقوم بتدريس اللغة الانجليزية في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة.
* حصلت على المرتبة الأولى في مسابقة لكتابة قصيدة الهايكو على مستوى العالم.
* حصلت على المرتبة الأولى في مسابقة "الهيجا" على مستوى العالم.
* تملك موقعا على الشبكة الإلكترونية: http://ritaodeh.blogspot.com
* تمت ترجمة نصوصها إلى العديد من اللغات عبر شبكة الإنترنيت.
صدر لها :
(الضغط على اسم الديوان ينقلك الى الديوان)
ثورة على الصّمت-1994
1994 - وزارة الثقافة والمعارف- الناصرة
*مرايا الوهم
1998- المدرسة الثانوية البلدية –الناصرة
*يوميات غجرية عاشقة 2001 – دار الحضارة – القاهرة
* ومن لا يعرف ريتا 2003- دار الحضارة – القاهرة
*قبل الإختناق بدمعة
2004 - دار الحضارة – القاهرة
*سأحاولكِ مرّة أخرى
بيت الشعر الفلسطيني - رام الله- 2008
*أنا جنونك-مجموعة قصصيّة
بيت الشعر الفلسطيني - رام الله- 2009
مجموعات الكترونيّة:
بنفسجُ الغربـــَة 2008-رواية قصيرة
طوبى للغرباء-رواية قصيرة-2007
سيمفونية العودة 2010-رواية