الثلاثاء، 21 يوليو 2009

" يوميات غجرية عاشقة "- عرض بقلم الناقد عبد الرحيم مراشدة





: شاعرة الحبّ والحلم في
" يوميات غجرية عاشقة "
للشاعرة ريتا عودة
بقلم:
عبد الرحيم مراشدة
استاذ للنقد الحديث


. أما قبل , فسلام إليك .. وعليك .. حتى آخر قطرة من الحبر والحرف
:بداءة , يسعدني أن أطلع على ومضاتك الشعرية , ولفت انتباهي بعض المسائل

أ‌.

سيميائيّة العنوان – حيث الغجريّة تثير في ذاكرة المُتلقي مرجعيّة ما , وتُبيّن أنّكِ موفقة في هذه العنونو , إذ يمكن دراستها بوصفها عتبة مهمّة لدخول نصوصكِ الشعريّة , وتُشكل دالة لتفكيك بعض المعطيات .

ب‌.

يبدو تسلُط ( الحلم/ الحبّ ) و ( التشظي / التماهي في الآخَر ) وهذه من سمات إقامة النّص - في هكذا نصوص , وقد جاء أسلوب القصّ متداخلا بشكل (شفيف) ساهمَ في إثراء شعريّة النّص.

ج‌.

هنالكَ مسألة تحتاج إلى " وقفة " وهي الإيقاع وتداخلاته حيث الكلمة /السياق الشعري يقف لديكِ بين القصيدة – النص المتكئ على وزن والمُنفلت منه في الوقت نفسه , هذا يحمل المُتلقي على إبداء وجهات نظر قد لا تتفق وتوجُهاتكِ , فالمتلقي هنا ليس أمام ( قصيدة النثر ) والتي لها معاييرها المعروفة لدى مُحترفيها , وليس أمام قصيدة موزونة !؟

د‌.

لديكِ إسقاطات جديدة بين الواقع والنص وتوظيفه بطريقة فيها إنزياحات لافتة , وهذا ما يحتاج إلى دراسة متأنيّة
إنّ شعريّة النص وأنتِ الشاعرة العارفة بالتأكيد تستند إلى عناصر
مجمل هذه العناصر) هي التي)
:تسم النص بالشعريّة ومنها
. التقديم والتأخير , وموضعيّة الكلمة

مثال : ( وقعتُ في الحبّ وأنا واقفة على باب الحلم ..ص 32 ) , لا تصل في شعريتها إلى جملة : ( واقفة وقعت في الحبّ .. ) , لأنّ تقديم ( الحال ) يؤدي لدى المتلقي تمثل تصور الأنا المتكلمة, حالها , بمعنى أنّ اللغة هنا لها قُدرة ايحائيّة تصويريّة في آن .مثلا القول: ( جاء الرجل ) هي في المعنى خلاف ( الرجل جاء ) فالجملة الأولى تُركّز على حَدَث المجيء والثانيّة ( تُركزّ على الشخصيّة – الرجل ) وبحسب منشئ النص يكون الإختيار بين الجملتين .
فقد كنتِ مُوَفقة في كثير من الجُمَل في مجموعتكِ , مثال ذلك : ( مختالا تأتي , كما الشبل , تدخل تدخل شبكة الرّوح , تطلب أن أصطادكَ , وقد تمّ اصطيادنا , في شبكة الحياة , حبيبي _ ص 43 ) , إذ قدّمتِ الكلمة ( مختالا ) و ( تدخل ) و ( تطلب ) ليتكوّن عندي بوصفي قارئا وجهة نظر وتمثل لحالة الراوي - المتحدث في النص – حيث يشير إلى مَن يأتي وحالته وكيفيته( مختالا ) ويُعمّق الصورة أكثر – فهو ليس بصورة أي مختال بل كأنّه الشبل والشبل كلمة تحيل إلى الأسد , إذًا تتعمّق الكبرياء ومن هنا يكون ( للدخول ) طعما آخر – ندخل – وكذلك يأتي ( الطلب ) والطلب هنا يُحيل إلى الثقة في الحصول – لأنّه شبل وكبير ... الخ .. فطلبه يُتَوَقَع له أن يكون لا مُحالة ... ومثل ذلك الصورة التي ينتظمها السياق ( على شفتيك باقة برقوق ) في قصيدة : ( على شفتيك , باقة برقوق , ربيعية, تزرعها في زهريّة روحي , زهرة زهرة , فيصير الزمان خاتما في يدي , والمكان سوارا في معصمي _ ص42 ) لأنّ لكل جملة مركز يُضئ ومركز الجملة هنا . ( الشفتان)

ومن العناصر الأخرى _ ولا أريد الوقوف عندها كثيرا _ إسقاط محور الإختيار على محور التأليف _ الذي يتجه إلى اختياري من الكلمات ما يُوافق السياق والنص وما هو قائم في الذهن , كلّ ذلك يُضاف إلى ( الصورة الفنيّة والإنحراف / الإنزياح عن المألوف والإيقاع الذي هو خلاف الوزن الخليلي ... وعنصر مُهم جدا , لا يُوصَف ( في الشاعر نفسه ) وأنتِ والحمد لله تمتلكين قدرة لافتة على إنتاج ما هو جميل .ويستحقّ القراءة والمتابعة
الوقت لا يُسعِف الآن للكتابة أكثر من ذلك , لكن ربما أختار مستقبلا بعض القصائد فأدَرسّها لطلابي , أو لإدخالها في بعض بحوثي ما أمكن ذلك


عبد الرحيم مراشدة
استاذ النقد الحديث



المصدر: رسالة وصلت في البريد العادي

ليست هناك تعليقات: